حبل الله
حرق المصحف الشريف

حرق المصحف الشريف

السؤال:

ما عقاب من أحرق المصحف الشريف، يعني أنا كمسلم أريد أن أعرف ماذا نفعل بمن يفعل هكذا بكتاب الله سبحانه وتعالى. ماذا نفعل ونحن مسلمون قلوبنا احترقت من هذا الفعل الذي قام به من يعادون الإسلام دين الله تعالى، ويعادون عبد الله ونبيه ورسوله محمد (صلى الله عليه وسلم) ويعادون المسلمين.

الجواب:

لا شك أن حرق المصحف الشريف هو فعل دنيء يعبر عن غيظ في قلوب من يفعلون تلك الفعلة تجاه كتاب الله تعالى الذي يشعرون بالعجز أمام تأثيره الهائل على البشر في كل زمان ومكان، والآية التالية تبين موقف أهل الباطل من كتاب الله تعالى ونتيجة جهودهم البائسة تجاهه:

﴿يُرِيدُونَ ‌لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ [الصف: 8] 

وبالرغم من إيمان المسلم بأن الغلبة للحق إلا أنه لا يمكنه القبول بالإساءة لكتاب ربه بالحرق أو غير ذلك من وسائل الإهانة، حتى إن الأسوياء من غير المسلمين لا يقبلونه، لأن غير المسلمين ليسوا سواء كما تبينه الآية التالية:

﴿‌لَيْسُوا ‌سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ﴾ [آل عمران: 113] 

ولا شك أننا كمسلمين نتأذى من تلك الأفعال، وقد أرشدنا القرآن الكريم لكيفية التصرف تجاه أذى الكفار الذي يقع علينا بقوله تعالى:

﴿وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا ‌أَذًى ‌كَثِيرًا، وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾ [آل عمران: 186]

فهذه الآية أرشدت إلى الصبر، الذي يعني أن يدوم المسلم على التمسك بكتاب ربه والعمل على تبليغه وتطبيقه، كما أمرت بالتقوى؛ أي اتخاذ وسائل الوقاية من تبعات هذا الفعل ومن احتمال تكراره، وذلك بالطرق التي لا تفضي إلى فساد أو تخريب. وهناك اليوم وسائل الضغط المختلفة التي يمكن ان يقوم بها المسلمون من خلال تفعيل علاقاتهم السياسية والاقتصادية من أجل دفع المشرعين في تلك الدول لسن قوانين تجرم الإساءة إلى القرآن الكريم والرموز الدينية بشكل عام بهدف القضاء على هذه الظاهرة أو الحد منها.

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.