حبل الله
الدعاء لغير المسلم

الدعاء لغير المسلم

السؤال:

ما حكم الدعاء لغير المسلم كأن تقول من باب المجاملة: (ربنا يحفظك/ ربنا يعطيك الصحة وطول العمر) وهكذا؟

الجواب:

لا دليل على تحريم الدعاء لغير المسلمين، والأدعية التي ذكرها الأخ السائل وأمثالها تندرج تحت القول الحسن الذي يؤلف القلوب ويزيد من المشاعر الودية بين الناس.

وقد أمرنا الله تعالى في كتابه أن نقول للناس حسنا، وهذا شامل لجميع الناس مؤمنهم وكافرهم:

﴿وَقُولُوا ‌لِلنَّاسِ ‌حُسْنًا﴾ [البقرة: 83] 

كما أمرنا بالإقساط مع الخلق جميعا:

﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ ‌بِالْقِسْطِ، وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا، اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى، وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ [المائدة: 8] 

ولم ينهنا عن برّ غير المسلمين وودهم إذا لم يرتكبوا ما يمنع من ذلك:

﴿‌لَا ‌يَنْهَاكُمُ ‌اللَّهُ ‌عَنِ ‌الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ. إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [الممتحنة: 8-9] 

ومن البر أن تدعو لهم بالهداية والتوفيق ولما فيه الخير

قال المناوي في فيض القدير: يجوز الدعاء للكافر أيضًا بنحو هداية، وصحة، وعافية، لا بالمغفرة لقوله تعالى ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ ‌أَنْ ‌يُشْرَكَ ‌بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ [النساء: 48] 

وجاء في منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري تعقيبا على حديث: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه). الأولى أن يحمل قوله: “حتى يحب لأخيه” على عموم الأخوة، حتى يشمل الكافر، والمسلم، فيحب لأخيه الكافر ما يحب لنفسه من الدخول في الإسلام؛ ولذلك ندب الدعاء له بالهداية، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو لكفار قريش بالخير، ويحبه لهم، ويقول: “اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون” ومما يؤكد أن المراد محبة الخير للناس جميعًا، لا فرق بين مسلم وكافر، قوله صلى الله عليه وسلم: “أفضل الإيمان أن تحب للناس ما تحب لنفسك، وتكره لهم ما تكره لنفسك” أخرجه أحمد في مسنده، ولكن هذا إذا لم يكن في الخير الذي يصيبهم مَضَرَّة للمسلمين، وإلّا دخل ذلك في موالاة أعداء الله.[1] اهـ.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

[1]  منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري 1/ 91

 

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.