حبل الله
القبلة الأولى

القبلة الأولى

السؤال:

من المشهور عند المسلمين أن بيت المقدس هي القبلة الأولى والكعبة المشرفة هي الثانية، لكني قرأت مقالة في موقعكم الكريم فهمت منها أن الكعبة هي القبلة الأولى، فهل ما فهمته صحيح أم أن بيت المقدس كان القبلة الأولى؟

الجواب:

القبلة الأولى هي الكعبة المشرفة، فقد صلى إليها الأنبياء منذ آدم عليه السلام، لكنه قد تم تحويل القبلة إلى بيت المقدس زمن النبي داوود عليه السلام، لكن القرآن جاء بإعادة القبلة من جديد إلى الكعبة، وقد كان ذلك التحويل اختبارا  لأهل الكتاب كما تورده الآية التالية:

{وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا (بيت المقدس) إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ[1] مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ، وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ، وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ، إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} (البقرة 143).

لقد صلَّى اليهود خلف نبيِّنا عند هجرته إلى المدينة لمدة سنة ونصف تقريبا ظنا منهم أن صلاته تجاه بيت المقدس كان اتباعا لهم، لذلك عندما جاء الأمر بتحويل/ إعادة القبلة إلى الكعبة استنكف اليهود عن الصَّلاة خلفه، وبذلك قد فشلوا في اختبار اتِّباع خاتم النَّبيِّين. فاليهود والمسيحيون يعلمون أن التوجه نحو بيت المقدس في الصلاة كقبلة هو تشريع لفترة قصيرة.

يقول الله تعالى مخاطبا نبيه والمؤمنين:

{فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ، وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ، وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ} (البقرة 144).

ــــــــــــــــــــــــــــــ

[1]  كلمة رسول تأتي على معنيين؛ الأول: حامل الرسالة، الثاني: الرِّسالة (المفردات، مادة رسل)

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.