السؤال:
هل الدعاء بطول العمر مستجاب؟ وإذا دعا الإنسانُ اللهَ بأن يطيل في عمره فهل يضيف الله سنوات أخرى إلى عمره ؟
الجواب:
قد يموت الإنسان قبل أجله المسمى بفعل الحوادث والأمراض وغيرها، فإن دعا الله عز وجل بطول العمر وأرفق الدعاء بالعمل الصالح فقد يستجيب الله تعالى له وينجيه من المهلكات فيطول عمره إلى أجله المسمى.
فمثلا لو كان الأجل المسمى لشخص 100 سنة، لكنه أصيب بمرض مميت في عمر 50 ، ولكنه دعا الله تعالى بطول العمر وعمل جهده في البحث عن العلاج، وأصلح في عمله ونواياه، فإن الله تعالى قد يستجيب له وينجيه من هذا المرض المميت ليكمل عمره إلى 100 التي هي أجله المسمى.
لذلك دعا الأنبياء الناس إلى التوبة حتى يعيشوا إلى نهاية أجلهم المسمى فلا يهلكهم الله تعالى قبله. قال الله تعالى:
﴿قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى﴾ [إبراهيم: 10]
لكن التوبة والدعاء لا يطيلان في العمر أكثر من ذلك لقوله تعالى:
﴿وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ﴾ [النحل: 61]
والبركة في العمر أهم من طوله، فأصحاب الأعمال الصالحة أعمارهم مباركة وآثارهم تدوم من بعدهم، وهذا التصور يدفع المسلم إلى استغلال وقته بالنافع من الأعمال والأقوال، فالعبرة بالإنجاز وليس بطول البقاء.
*وللمزيد حول الموضوع ننصح بقراءة مقالة أ.د عبد العزيز بايندر (نقصان الأجل) على الرابط التالي https://www.hablullah.com/?p=1576