حبل الله
التلقيح المخبري

التلقيح المخبري

السؤال:

تزوجنا منذ 6 سنوات ولم نتمكن من إنجاب طفل بشكل طبيعي، ونفكر باللجوء لطريقة التلقيح الاصطناعي كما نصح الأطباء. فهل هناك أي مانع شرعي؟

الجواب:

إذا لم يكن الزوجان قادرين على إنجاب أطفال بطريقة طبيعية لخلل في أحدهما أو كليهما، فإن عملية الإخصاب المخبري تعتبر حلا مقبولا من الناحية الشرعية، وتتمثل بأخذ البويضة من الزوجة والحيوانات المنوية من الزوج ثم تلقيح البويضة بالحيوانات المنوية مخبريا، بعد مدة تُنقَل البُوَيضة المخصَّبة إلى داخل الرحم.

أما تلقيح بويضة امرأة من الحيوانات المنوية لرجل أجنبي فلا يجوز البتة لأنّ هذا الإجراء يحمل عناصر الزنا، فهو سبب لاختلاط الأنساب.

كما لا يجوز حقن البويضة الملقحة برحم امرأة أخرى، لأن حُكم الله تعالى أن والدة الطفل هي المرأة التي أنجبته، يقول الله تعالى:

﴿إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي ‌وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا﴾ [المجادلة: 2] 

هناك العديد من الآيات التي تدل على أن الأم هي التي تحمل طفلها في بطنها:

﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ﴾ [لقمان: 14] 

﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا﴾ [الأحقاف: 15] 

وتظهر الدراسات الطبية والعلمية الحديثة أن الجنين في الرحم يتأثر بحالة أمه البدنية والنفسية حتى إنه ليتأثر بطبيعة أكلها وشربها وسائر سلوكها.

بناء على الأدلة التي ذكرنا لا يسعنا القول بجواز استجار رحم امرأة أخرى للإنجاب. وما على المرأة التي حُرمت الولد بسبب تشوه الرحم أو فقدانه سوى الصبر واعتبار ذلك من الابتلاء الذي قدره الله على العباد ليعلم من سيصبر ومن سيجزع. يقول الله تعالى:

﴿وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ ‌وَالْخَيْرِ ‌فِتْنَةً ‌وَإِلَيْنَا ‌تُرْجَعُونَ﴾ [الأنبياء: 35] 

والحرمان من الولد هو من باب الابتلاء بنقص الأنفس، حيث ينبغي على المسلم أن يقابله بالصبر، وإن فعل فإنه يستحق صلوات ربه ورحمته. يقول الله تعالى:

﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ. الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ [البقرة: 155- 157]

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.