السؤال:
هناك راوية عن النبي الكريم جاء فيها: “المرأة عورة، و أنها إذا خرجت من بيتها استشرفها الشيطان، و أنها لا تكون أقرب إلى الله منها في قعر بيتها “.
ما صحة هذا الحديث، و لماذا لا يُسمح للمرأة أن تخرج من البيت إذا كانت ساترة بغرض الترفيه عن النفس و السفر كما يفعل الرجل؟
و مسألة طاعة الزوج هل هي طاعة مطلقة أم طاعة في الفراش .
الجواب:
الحديث المشار إليه في السؤال هو:
“الْمَرْأَةُ عَوْرَةٌ، فَإِذَا خَرَجَتْ اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَانُ”.[1]
يقول الترمذي راوي الحديث: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ» وقد صحح الحديث بعض المحدثين كالألباني من حيث الإسناد.
ولو نظرنا إلى متن الرواية لا نجد ما يؤيدها في كتاب الله تعالى، كما لا نجد في الحديث الصحيح عن نبينا ما يؤيدها، لهذا ذكر الترمذي بأن هذا الحديث (غريب) أي لم يعرفه جملة المحدثين.
وعلى افتراض صحة هذا الحديث فكيف كان يأمر النبي الكريم نساءه ونساء الصحابة بالخروج معه إلى الجهاد أو لحضور الصلوات الخمس جماعة في مسجده؟، بل إن نساء الصحابة كان منهن أصحاب المهن وهذا يتطلب منهن الخروج المتكرر.
وبالرغم من مشاركة النساء فعاليات الحياة كلها في صدر الإسلام إلا أنه لم يرو عن نبينا الكريم استنكاره خروج أي امرأة، وهذا يدل صراحة على أن رواية “استشراف الشيطان” غير صحيحة وأنها من مبالغات أحد الرواة وتحريفاتهم.
أما طاعة الزوجة لزوجها فهي مقيدة بالمعروف، كما أن الطاعة بين الزوجين متبادلة، فهو يطيعها فيما تطلبه منه بالمعروف وهي كذلك. قال الله تعالى:
﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [البقرة: 228]
*ننصح بالاطلاع على فتوى (طاعة الزوجة لزوجها) على الرابط التالي https://www.hablullah.com/?p=3251
ومقالة (تصحيح الأخطاء المتوارثة حول مفهومي القوامة والطاعة) https://www.hablullah.com/?p=7074
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] سنن الترمذي (2/ 467 ت بشار)