حبل الله
متى تدل صيغة التفضيل على التخيير مع كون الأول أفضل؟

متى تدل صيغة التفضيل على التخيير مع كون الأول أفضل؟

السؤال:

قد قلتم في إجابة سؤال حول زواج مسلمة من غير المسلم:

“والنهي الوارد في الآية نهي كراهة لا نهي تحريم، بدليل المفاضلة في نهاية الآية، حيث ذكرت أن العبد المؤمن خير من المشرك ولو ظهر منه يعجب به، وكلمة خير فيها مفاضلة بين خيرين لكن أحدهما أفضل من الآخر، ولا شك أن الزواج من المسلم خير من الزواج من غير المسلم” انتهى من موقعكم.

فهل اسم التفضيل لا يأتي إلا للمفاضلة؟ فما قولكم في قوله تعالى:

﴿وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَاقَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي ‌هُنَّ ‌أَطْهَرُ ‌لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ﴾ [هود: 78] 

فهل إتيان الرجال فيه أية طهارة مقابل إتيان النساء؟ كما يقتضيه استدلالكم،

وقوله تعالى:

﴿آلله خير أما يشركون﴾ (النمل:59)

وقوله تعالى:

﴿أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا﴾  [الفرقان: 24]

فأصحاب النار فيهم أي درجة من الخيرية؟ مقابل أصحاب الجنة.

وقوله تعالى:

﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ﴾ [النور: 30] فهل :الذين لا يحفظون فروجهم زكيون مقابل من يحفظون وهم أزكى.

وهكذا دواليك، فأظن أن بناء استدلالكم خاطئ.

الجواب:

إذا وردت صيغة التفضيل بين مخيرين  فإنما تفيد المفاضلة كما ورد في الآية موضع التساؤل:

﴿وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا ‌وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ ﴾ [البقرة: 221] 

لكنها إذا وردت دون الخيار الثاني فهي صفة مشبهة لا اسم تفضيل.

والآيات التي ذكرها السائل في سؤاله جاء فيها الصفة المشبهة لا اسم التفضيل.

أما قوله تعالى : (آلله خير أم ما يشركون) ليس فيه مفاضلة بل هو سؤال إنكاري يقتضي إثبات الخيرية لله ونفيها عن ما يشركون.

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.