حبل الله
هل منع الدعاة المسلمين من تبليغ الإسلام يعتبر سببا مشروعا لإعلان الحرب؟

هل منع الدعاة المسلمين من تبليغ الإسلام يعتبر سببا مشروعا لإعلان الحرب؟

السؤال:

لقد قرأت مقالا ورد فيه أن من أسباب قتال المسلمين للكفار هو منعهم للمسلمين من نشر دينهم, أو إيصال هذا الدين للغير. فهل معقول أن يكون هذا سببا لقيام الحرب؟ لنفرض ان دعاة مسلمين ذهبوا لبلد كافر وهذا البلد رفض الدعوة ومنعهم من دعوة الناس وقالوا لنا ديننا ولكم دينكم، دون أن يمس أحد من الدعاة بسوء ، فهل نقاتل هؤلاء القوم رغم أنهم لم يقتلوا الدعاة ولم يسجنوهم بل طلبوا منهم الكف عن الدعوة فحسب؟.

الجواب:

منع الدعاة من تبليغ الدين بالصورة التي ذكرتها في سؤالك لا يعتبر سببا مشروعا لإعلان الحرب، إذ لا يصح إعلان الحرب على قوم إلا إذا ارتكبوا واحدا من ثلاثة أو أكثر:

1_  أن يقاتلوا المسلمين
2_  أن يخرجوا المسلمين من ديارهم
3_ أن يساندوا من يخرج المسلمين من ديارهم.

هذه هي مبررات شن الحرب في الإسلام، وهي مذكورة في قوله تعالى:

﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ ‌لَمْ ‌يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ. إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [الممتحنة: 8-9]

والآية التالية تعطي وضوحا أكبر للموضوع:

﴿أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ ‌أَوَّلَ ‌مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [التوبة: 13]

إن مقاتلة غير المذكورين هو اعتداء كما نصت عليه آيات الكتاب العزيز:

﴿وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ ‌يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ [البقرة: 190]

ولا يوجد غير ما ذكرنا يصلح أن يكون سببا لإعلان الحرب، كمنع الدعاة المسلمين من نشر الإسلام في ديار غير المسلمين، ذلك أن نشر الإسلام لا يكون بالضرورة بالطريقة التقليدية بأن يذهب جموع من الدعاة ليدعوا الناس إلى الإسلام، وإنما يكون بالتلاقي والتفاعل التجاري والثقافي والسياحي وغير ذلك من وسائل التواصل والتعارف بين الشعوب، وقد كان للتجار المسلمين الدور الأكبر في نشر الإسلام في العالم لا سيما في شرق آسيا، حيث دخلت شعوب كثيرة في الإسلام بجهود التجار المسلمين وبسبب ما أظهروه من أخلاق الإسلام كالصدق والأمانة وحفظ العهد.

*وللمزيد حول الموضوع ننصح بقراءة الفتوى التالية:

الابتداء بمحاربة الكفار بدون مبرر  https://www.hablullah.com/?p=2958

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.