حبل الله
نظر الخاطب إلى مخطوبته

نظر الخاطب إلى مخطوبته

السؤال:

ما المقصود بأن ينظر الخاطب إلى مخطوبته؟ هل يراها بلا حجاب كما فسر البعض بأنه يحق له ذلك، أم أن الرؤية تكون بالحجاب الشرعي؟ وإذن بم تختلف عن رؤية أي شخص لآخر؟ وجزاكم الله عنا كل خير.

الجواب:

يرى بعض الفقهاء أنه يحق للخاطب أن يرى مخطوبته بدون غطاء الرأس –الخمار – بحضور محرم لها ويسمونها بــ (الرؤية الشرعية)، ويرى البعض الآخر أنه يراها باللباس الشرعي، ولكن يباح له أن يراها متزينة.

وفي الحقيقة لا ندري من أين جاء مسمى الرؤية الشرعية؟ ومن الذي أعطى تلك الشرعية لرجل أجنبي وليس محرمًا أن يرى ما أمر الله تعالى بإخفائه ولم يبح ظهوره إلا على من حددهم تعالى في كتابه الكريم، وكيف تظهر على عدة رجال إذا ما تقدم إليها أكثر من خاطب؟!

قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وتَعَالَىٰ:

﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَاۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰجُيُوبِهِنَّۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (النّور 31)

والخاطب ليس ضمن المذكورين في نص الآية الكريمة، ولم يغفل كتاب الله عن ذكره، وبالتالي فإن قول النبي (انظر إليها) يُحمل على النظر إليها متسترة وليست متبرجة، لأن النبي لا يخالف أمر ربه الذي أنزل عليه في كتابه فيبيح ما حرم ربه، ولأنه لو فُتح الباب أمام كل طالب للزواج لاستبيحت البيوت وتكشفت العورات على كل شارد ووارد.

كما أنه لا علاقة بأن يرى الرجل الفتاة المتقدم إليها بشعرها وبين المودة بينهم أو طول وقصر الحياة الزوجية، فكل ذلك أمور فرعية والأصل هو تقبل الشكل الخارجي الذي يعرف من خلال الوجه والمظهر الخارجي، وكذلك فإن الاتفاق يكمن في تقارب الفكر وتجاذب الروح.

أما بالنسبة للفرق بين رؤية الخاطب ورؤية أي شخص آخر غيره فلا فرق بينهما من حيث كونهما أجنبيين عنها ولا يحق للمتقدم لخطبة فتاة أن يطلب رؤيتها بدون اللباس الشرعي، لكن لا يمنع أن يكون للخاطب ميزة تكرار النظر حتى يطمئن لاختياره، وقد ذكر تعالى في كتابه الخطبة ولم يأت فيه أن للخاطب أي حق سوى الكلمة الطبية بالمعروف، قَالَ اللَّهُ تعالى:

﴿وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ، عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَٰكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا﴾ (البقرة 235)

وذلك لأن الخطبة هي فترة تعارف بين الخطيبين تمهيدًا وتحضيرًا للزواج ليس أكثر.

ولا مانع من أن يجلس الرجل مع المتقدم إليها على انفراد بالقرب من الأهل أو في مكان عام لتجاذب أطراف الحديث ليعرف كل منهما أحوال شريكه وهذا من باب التيسير على الناس:

﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ (البقرة 185)

وكذلك لا مانع من أن تضع الفتاة بعض الزينة أمامه لقوله تعالى: (إلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا) بشرط ألا أن تغير من طبيعتها كما يحدث الآن للدرجة التي إن أزالت عن وجهها الزينة لا يعرفها الخاطب.

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.