حبل الله
هل السبي شريعة الله تعالى أم شريعة فرعون؟

هل السبي شريعة الله تعالى أم شريعة فرعون؟

السؤال:

السلام عليكم.. كنت أقرأ عن الاحتلال الفرنسي للجزائر وما كان يحدث للنساء من اغتصاب وكيف كانوا يفعلون ذلك، ثم خطر على بالي نظام السبي في الإسلام وقرأت عنه وكنت أظن أن السبي يكون للنساء المقاتلات فقط، ولكن اكتشفت أن حكم السبي يكون لنساء البلد بأكمله حتى غير المقاتلات، وأن للمسلمين أن يسبوا ما يشاءون، فهل يعني ذلك أن يدخل الجنود البيوت ويسبوا النساء وأن تتحول نساء البلد بأكمله إلى أسيرات يفعل بها المسلمون ما يشاءون؟ وأن أي رجل تعجبه امرأة يسبيها؟ وهل يبقى هذا الحكم ساريا طوال حكم المسلمين للبلد؟ أي لو حكم المسلمون البلد لـ 300 سنه مثلا يحق للجنود أن يأخذوا ما يريدون من نساء هذه البلد؟ فإن كان الأمر كذلك فلماذا نعيب على ما كان يفعله الاحتلال في بلاد المسلمين فهو نفس الشيء تماما؟

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله..

لم يبح الإسلام السبي ولا الاسترقاق، بل إن القرآن الكريم كافح هذه الظاهرة ودعا للتخلص منها عبر تشريعات تمثلت بالحض على عتق الرقيق الموروثين من عهد الجاهلية.

لكننا نجد أن العصور الإسلامية اللاحقة قد ترك الناس فيها حكم الكتاب في المسألة وشرعوا عمليات الاسترقاق عبر جملة من النصوص المفتراة على نبينا الكريم وبتأويل بعض النصوص القرآنية على خلاف ما أراد الله تعالى.

وقد أسيء إلى الإسلام من خلال تلك التشريعات التي تعكس ما كان عليه حكم الجاهلية والظالمين في كل زمان ومكان. يخبر القرآن عن أن السبي كان من شريعة فرعون:

﴿وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ ‌يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ﴾ [البقرة: 49] 

ومع أن بني إسرائيل قد عانوا من هذا التشريع الفرعوني إلى أنه انتقل إلى أن يكون نصا مقدسا نتيجة للتحريف الذي طرأ على التوراة، فقد جاء في الفصل العشرين من سفر التثنية ما نصه:

(حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها إلى الصلح. فإن أجابتك إلى الصلح وفتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير والسبي ويستعبد لك . وإن لم تسالمك بل عملت معك حربًا فحاصرها . وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف . وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة كل غنيمتها فتغنمها لنفسك وكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك . هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جدًّا التي ليست من مدن هؤلاء الأمم هنا، وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك فلا تَسْتَبْقِ منها نسمة ما).

لقد دخلت شريعة فرعون إلى التوراة بفعل جهود المحرفين، ثم تجاوزت التوراة لتدخل تشريعات المسلمين من خلال النصوص المفتراة على نبينا التي تبيح قتل الأسرى أو استرقاقهم وسبي نسائهم وأطفالهم. والمتدبر لنصوص القرآن المتعلقة يجد أن كل هذا افتراء على الله تعالى ورسله، وأن الحقيقة غير ذلك. وصدق الله تعالى إذ يقول:

﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا ‌لِكُلِّ ‌نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا﴾ [الفرقان: 31] 

*وللمزيد من التفاصيل في هذه المسألة ننصح بقراءة المقالات المتعلقة على موقعنا في الروابط المرفقة:

(استرقاق الأسرى واتخاذ الجواري)   https://www.hablullah.com/?p=2742

(معاملة الأسير في الإسلام)  https://www.hablullah.com/?p=2320

(غزوة بني قريظة بين الحقائق والأساطير) https://www.hablullah.com/?p=2100

منهج الإسلام في إنهاء ظاهرة الرقيق (العبودية)  https://www.hablullah.com/?p=7143

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.