حبل الله
هل تستأذن الزوجة زوجها في صيام النافلة؟

هل تستأذن الزوجة زوجها في صيام النافلة؟

السؤال:

لماذا يجب على المرأة أن تستأذن زوجها لصيام النوافل ولا يجب عليه أن يستأذنها إن أراد صوم النافلة؟، أهل العلم يقولون ذلك، وليس من الطبيعي أن يستأذن أحد من أحد خصوصا في عبادة.

الجواب:

الإذن مبدأ إسلامي ذكر في كتاب الله تعالى، وهو خلق المسلم الحق سواء أكان ذكرًا أم أنثى، وليس الهدف من تشريعه التسلط أو التجبر، وإنما ربط المؤمنين وجمعهم على يد واحدة، قَالَ اللَّهُ تَعَالَىٰ:

﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَىٰ أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّىٰ يَسْتَأْذِنُوهُ، إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ، إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ (النّور 62)

وأما مسألة استئذان الزوجة زوجها لصيام النوافل فمنبعه كتب الفقه وليس كتاب الله تعالى، بحجة (أنه ربما أراد معاشرتها)، وقد أوجبوا ذلك على الزوجة ولم يوجبوه على الزوج بالرغم من كون العلة واحدة في الحالتين؛ ذلك أن لها الحق في تلك المعاشرة مثله تمامًا، قَالَ اللَّهُ تعالى:

﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ (البقرة 228)

والحق أنه لا يجور تقديم نافلة على واجب، فإن أراد أحدهما أن يصوم النافلة أو يقوم ليله فلا ينبغي له أن يجور على حق الآخر أو حق من يعول، ويقع عليه أن يستأنس منه القبول والرضا ولا يستأذنه.

وهناك فرق بين الاستئناس والاستئذان، فالاستئناس يتعلق بالبصيرة ومعرفة حاجة الآخر بخلاف الإذن الذي قد يُمنح عن غير رضا حياء من طالبه، والأفضل أن يراعي الزوج حاجة زوجه في الأمور الخاصة بينهما حتى لا يضعه في حرج بين أن يختار بينه وبين التقرب إلى ربه، وذلك أن مراعاة حقوق الآخرين هي أيضا من تقوى الله تعالى.

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.