حبل الله
حكم تعاطي الماريجوانا/القنب الهندي

حكم تعاطي الماريجوانا/القنب الهندي

السؤال:

ما حكم تعاطي الماريجوانا ؟ يقول البعض أنه لا توجد آية أو حديث يحرمها. فما حقيقة هذا الأمر؟

الجواب:

الماريجوانا : مادة مسكرة وهي إحدى مشتقات نبات القِنَّب الهندي , وهو : نبات ذو تأثيرات مخدرة , ينتشر في البلدان العربية بعدة أسماء : (الماريجوانا أو البانجو، أو الزطله، أو غانجا أو حتى التسمية الغربية الشائعة الماريوانا).

والصورة العشبية للعقار تتألف من الزهور المجففة الناضجة، وأما الصورة المصنعة منه فمعروفة باسم الحشيش الذي هو من المواد المهلوسة.

وتدخين الحشيش أسرع الطرق تأثيراً علي الجهاز العصبي المركزي نظراً لسرعة وصول المادة الفعالة من الرئة إلى الدم ، ومنه إلى المخ ، ليشعر الشخص بالاسترخاء والابتهاج والانتعاش والمرح ، والشعور بضعف شديد في القدرة على التركيز والانتباه ، وفي قدرة التذكر المباشر وقريب المدى ، كما يعاني الشخص من خلل في التوازن الحسي والحركي ، مع زيادة ضربات القلب ، وارتفاع النبض ، وهبوط ضغط الدم ، وجفاف الفم والحلق والحنجرة ” انتهى باختصار وتصرف من “الموسوعة الحرة ـ ويكيبيديا” .

ومن الواضح أن الماريجوانا كغيرها من الأعشاب المخدرة تترك أثرا على العقل فتمنعه من القيام بدوره المتمثل في ضبط تصرفات الإنسان وفهمه لمحيطه، وبالتالي فإنها تدخل تحت مسمى الخمر.

قال الله تعالى:

﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا ‌الْخَمْرُ ‌وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [المائدة: 90]

ولفظ الخمر في الآية يشمل جميع أنواع الأطعمة الصلبة، والمشروبات السائلة والغازية، والدخانية المستنشقة التي تغطي العقل ، فتخل بالتوازن العقلي والنفسي، وقد سمي الخمر خمرا لأنه يغطي العقل فيحجبه عن العمل.

وقد روي عن نبينا الكريم أنه قال “كل مسكر خمر وكل خمر حرام”[1].

بناء على ذلك فإن الماريجوانا وجميع أنواع المواد المخدرة تدخل تحت اسم الخمر الذي نصت  الآية على تحريمه وأمرت باجتنابه؛ لأنها تسكر وتسمم العقل كغيرها من أنواع الخمور.

هذه المواد تعطل الجهاز العصبي للمستخدمين وتدمر إرادتهم وقدرتهم على التفكير. وأولئك الذين يستخدمونها ينفصلون تدريجياً عن محيطهم ، ويصبحون مستعدين لارتكاب جميع أنواع الشرور والجرائم ، لا سيما عند الإدمان عليها.

يتفق الطب الحديث وعلم النفس وعلم الاجتماع على أن المخدرات والعقاقير الترويحية مثل الحشيش والأفيون والهيروين والكوكايين أكثر ضررًا على صحة الإنسان والنظام الاجتماعي من المشروبات الكحولية. لذلك فهي من الخبائث لا من الطيبات، والمسلم لا يفعل الخبائث بل يجتنبها على الدوام. وقد أورد القرآن الكريم وصفا للمؤمنين كما يلي:

﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ ‌الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الأعراف: 157]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــت

[1]  انظر: صحيح مسلم ، الأشربة 73 ؛ وسنن أبي داود ، الأشربة 5 ؛ وسنن الترمذي ، الأشربة 1

 

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.