حبل الله
العودة إلى الالتزام بالصلاة بعد تركها إهمالا أو شكا في الدين

العودة إلى الالتزام بالصلاة بعد تركها إهمالا أو شكا في الدين

السؤال: السلام عليكم أنا كنت تاركة للصلاة والصيام لأكثر من عشر سنين، في البداية كنت أتركها إهمالا وبعد ذلك شكا في الدين، والحمد لله بدأت بالعودة للطريق الحق والصلاة منذ فترة قصيرة، ولكن الالتزام بالصلاة ليس بالسهل عليّ وأجاهد نفسي على ذلك، فهل يجوز لي بالتدرج في الالتزام بها أم لا؟ وهل يجب علي القضاء أم أني كنت خارجة عن الملة؟ وكيف لي أن أكفِّر عن ذنوبي وخصوصا الشك في الدين جزاكم الله خيراً؟

الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله، وبعد:

الصلاة فريضة على كل مسلم بالغ عاقل، وهي لا تسقط عنه لأي سبب وفي أي ظرف، كما أنها واجبة في وقتها المحدد شرعا، ولا تُصلى خارجه إلا بعذري النوم والنسيان، فإن نام العبد عن صلاة أو نسيها فإنه يصليها حينما يصحو إن كان نائما وحين يفطن إن كان ناسيا.

ومن ترك الصلاة إهمالا فقد ارتكب إثما عظيما يستوجب منه أن يتوب منه توبةً نصوحا، بأن يستغفر ربه ويداوم على الصلاة ولا يعود مرة أخرى لإهمالها، فإن فعل فإن الله تعالى غفور رحيم. يقول الله تعالى:

﴿قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ ‌أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ﴾ [الزمر: 53-54]

وإن صدق العبد بالتوبة وأناب إلى ربه فإن الله تعالى برحمته يبدِّل سيئاته حسنات، كما جاء في قوله تعالى:

﴿إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ ‌يُبَدِّلُ ‌اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الفرقان: 70]

ولا يجب على المقصر أن يقضي ما فاته من الصلاة، لأن الصلاة وجبت على المؤمنين بأوقات محددة لا تُقضى خارجها. يقول الله تعالى:

﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ‌كِتَابًا ‌مَوْقُوتًا﴾ [النساء: 103]

كما أنه لا يصح التدرج في العودة إلى الصلاة، بل على المسلم أن يلتزم بها جملة واحدة، لأن أوامر الله تعالى تؤخذ بالجد لا بالتراخي. يقول الله تعالى

﴿‌وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [آل عمران: 133]

أما الشك في الدين فهو مما يلقيه الشيطان في قلب العبد المؤمن، وقد أرشدنا القرآن إلى الاستعاذة بالله من الشيطان عندما تراودنا الشكوك في الدين. يقول الله تعالى:

﴿وَإِمَّا ‌يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ ‌نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ. إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ﴾ [الأعراف: 200-201]

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.