السؤال: ما نعلمه أنَّ الكعبة الشريفة بناها نبيُّ الله إبراهيم عليه السلام. لكنَّني قرأت في موقعكم أنَّ آدم عليه السلام هو أوّل من بناها، فكيف نستدل على ذلك؟
الجواب: الدَّليل قولُه تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ} (آل عمران 3/96) فوصفها بأنَّها أوَّل بيت وُضع للنّاس يقتضي أن يكون أوَّل البشر بانيها.
ثمَّ إنَّ قوله تعالى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ..} (البقرة 127) يدل على إعادة بناء الكعبة وليس على إنشائها أوَّل مرة، ذلك أنَّ أسسها كانت موجودة بالفعل لكنَّها مخفيَّة تحت التَّراب نتيجة لطوفان نوح الذي هدم الكعبة وما حولها حتى اختفت مناسك الحج كلها، وبقيت كذلك حتى بعث الله إبراهيم وأعاد رفع قواعدها.
وقد دعا إبراهيمُ ربّه بقوله: { وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا} (البقرة 128) فدلَّه الله على مناسك الحجِّ جميعها.. ثمَّ أمره بقوله: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ} (الحج 27) فقد أمره بالأذان فقط، ولم يكلِّفْه بتبليغ النَّاس بأنَّ الحجَّ فريضة، لأنَّه معروف منذ آدم، ولأنَّ الأنبياء منذ آدم قد علَّموا أقوامهم فريضة الحجَّ، لذا كان على إبراهيم واجب النِّداء فقط.
وللمزيد من المعلومات حول الموضوع ننصح بقراءة مقالة أ.د عبد العزيز بايندر (الأشهر الحُرُم والكعبة والحجّ والأضحية) على هذا الرابط https://www.hablullah.com/?p=2910