حبل الله
مفهوم “الشَّيطان” في القرآن الكريم

مفهوم “الشَّيطان” في القرآن الكريم

مفهوم “الشَّيطان” في القرآن الكريم:

الكاتب: هشام العبد

تمهيد:

سنحاولُ البحثَ في مقالتنا هذه عن معاني ودلالات كلمة “الشَّيطان” المُستخدمة بكثرة في كتاب الله تعالى، ونجدُ من المناسب أن نبدأ مقالتنا بتبيان المعنى اللغوي لتلك الكلمة قبل أن نخوضَ في فهم استخداماتها في القرآن الكريم.

  1. الشَّيطان في اللغة العربيَّة:

(شَطَنَ) الشِّينُ وَالطَّاءُ وَالنُّونُ أَصْلٌ مُطَّرِدٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى الْبُعْدِ[1].

الشَّيْطَانُ النون فيه أصليّة[2] ، وهو من: شَطَنَ أي: تباعد، ومنه: بئر شَطُونٌ، وشَطَنَتِ الدّار، وغربة شَطُونٌ[3].

قال أبو عبيدة[4] : الشّيطان اسم لكلّ عارم من الجنّ والإنس والحيوانات[5].

والشَّيْطانُ: فَيْعال مِنْ شَطَنَ إِذا بَعُدَ فِيمَنْ جَعَلَ النُّونَ أَصلًا، وَقَوْلُهُمُ الشَّيَاطِينُ دَلِيلٌ عَلَى ذَلِكَ. وَالشَّيْطَانُ: مَعْرُوفٌ، وَكُلُّ عَاتٍ مُتَمَرِّدٍ مِنَ الْجِنِّ والإِنس وَالدَّوَابِّ شَيْطَانٌ، وتَشَيْطَنَ الرَّجُلُ وشَيْطَن إِذا صَارَ كالشَّيْطان وفَعَل فِعْله، وَقِيلَ: الشَّيْطَانُ فَعْلان مِنْ شاطَ يَشيط إِذا هَلَكَ وَاحْتَرَقَ مِثْلُ هَيْمان وغَيمان مِنْ هامَ وغامَ [6].

يُفهمُ من التعريف اللغوي لكلمة “الشَّيطان” أنَّها تُطلَقُ على كلِّ مبتعدٍ عن الحقِّ مُتمرِّدٍ عن أوامر الله تعالى، سواء أكان من الجنِّ أو الإنس.

  1. الشَّيطان في القرآن الكريم:

وردَ لفظُ “الشيطان” في ثمانٍ وستين آية من القرآن الكريم، وبصيغة الجمع “الشياطين” في سبع عشرة آية، وبصيغة النكرة “شيطاناً” في آيتين، وبلفظ “شياطينهم” في آيةٍ واحدة.

وصًفَ اللهُ تعالى إبليسَ بالشَّيطان لأنَّه تمرَّدَ على أمر الله تعالى له بالسجود لآدم، أي لأنَّه ابتعدَ عن الحقِّ وتحدَّاه:

“قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا”. (الإسراء 17 /22)

وقد كان آدم وزوجه أوَّلَ ضحايا الشَّيطان، فقد استجابا لوسوسته لهما فكانت النتيجة أن أخرجهما من الجنة التي أسكنهما اللهُ تعالى فيها:

“وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ، قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ، قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ، قَالَ أَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ، قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ، قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ، ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ، قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا ۖ لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ، وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ، فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ، وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ، فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ۚ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۖ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ” الأعراف (7/ 11_22).

لقد تحوَّل إبليسُ إلى شيطان بإرادته، لأنَّه هو الذي اختارَ أن يعصيَ أمر الله ويتمرَّدَ عليه، وهو الذي طلبَ من الله تعالى مهلةً يجلسُ خلالها على صراط الله المستقيم لمحاولة صدِّ النَّاس عن السَّير على ذلك الصِّراط.

“وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا، وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ، فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ، إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ، وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَىٰ، فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ، فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ، ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ، قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ، وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ” طه (20/ 115_124).

كما رأينا من خلال الآيات، فالشَّيطانُ يعملُ دائماً على إبعاد النَّاس عن تعليمات الله، لذلك تذكرُ آياتٌ كريمةٌ عديدة أنَّ الشَّيطانَ عدوٌّ مبينٌ للإنسان، وتحذِّرنا تلك الآيات من اتباع خطوات الشَّيطان ومن العمل وفق وساوسه:

“يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ، إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ” البقرة (2/ 168_169).

“يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ” الأعراف (7 /27).

“قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ” يوسف (12 /5).

من صفات الشَّيطان هي أنَّه يعدُ النَّاس بالفقر ويأمرهم بالفحشاء والمنكر، فهو يقوم بوظيفة تحريض النَّاس على مخالفة تعليمات الله تعالى:

“الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ” البقرة (2 /268).

ويُذكِّرنا اللهُ تعالى بأنَّ وعودَ الشَّيطان فارغةٌ وبأنَّها عبارةٌ عن أوهامٍ وخداعٍ لهم:

“إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا، إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَّرِيدًا، لَّعَنَهُ اللَّهُ ۘ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا، وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا، يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ۖ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا” النِّساء (4/ 116_120).

ومن وظائف الشَّيطان أيضاً أنَّه يسعى إلى إيقاع العداوة والبغضاء بين النَّاس، ويستغلُّ لتحقيق ذلك فعل النَّاس للمحرَّمات التي نهانا اللهُ عنها:

“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ، إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ” المائدة (5/ 90_91).

ويسعى الشَّيطانُ دائماً إلى تزيين الأفعال المخالفة لأوامر الله تعالى لتبدوَ في نظر فاعلها شيئاً جميلاً، وبذلك يسهل عليه ارتكابُ المُحرَّمات ومخالفة أوامر الله تعالى:

“وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُم بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ، فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ” الأنعام (6/ 42_43).

ويقولُ تعالى في آيةٍ أُخرى:

“وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِم بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ، وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ ۖ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَىٰ مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ ۚ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ” الأنفال (8/ 47_48).

إنَّ الاستجابة الدَّائمة لوساوس الشَّيطان تُبعدُ الإنسانَ شيئاً فشيئاً عن الله تعالى، فيصبحُ ذلك الإنسانُ صديقاً حميماً للشَّيطان وقريناً له:

“وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ، وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ، حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ، وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ” الزُّخرف (43/ 36_39).

إنَّ الوصولَ إلى مرحلة الاقتران بالشيطان هي أسوأُ مرحلةٍ يمكن أن يصلها الإنسان، فلا قرينَ للإنسان أشدُّ ضرراً عليه من الشَّيطان:

“وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ ۗ وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا” النساء (4 /38).

والاستجابةُ الدَّائمة لوساوس الشَّيطان هي مفتاحُ الانضمام إلى حزب الشَّيطان، ولا يُمكن أن ينتصرَ حزبُ الشيطان أبداً:

“يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ ۖ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ ۚ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ، اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ” المُجادلة (58/ 18_19).

وقد حذَّرَ إبراهيمُ عليه السَّلام أباه من عبادة الشَّيطان، أي من الانسياق والتسليم الكامل لتعليمات الشَّيطان:

“يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ عَصِيًّا، يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا”. مريم (19/ 44_45).

لكنَّ الآيات الكريمة تُخبرنا أنَّ الشَّيطانَ بعد أن ينجحَ في أداء مهمَّته يتبرَّأُ من دوره في المعصية المرتكبة ويحاولُ الظهور بمظهر مَن يخاف الله ويتقيه:

“كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ” الحشر (59 /16).

فالشَّيطانُ دائماً في حالة خذلانٍ لمَن يستجيبُ لوساوسه، لأنَّه كما رأينا من الآيات عدوٌّ للإنسان، فمَن يُريدُ النجاةَ من حبائل الشَّيطان وكيده فعليه أن يُدركَ تلك الحقيقة، أمَّا الشَّخصُ الذي ينظرُ إلى عدوِّه كصديقٍ حميمٍ فهذا حكمَ على نفسه بالهزيمة والخسران لأنَّ العدوَّ لن يرحمه أبداً:

“يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۖ وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ، إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ” فاطر (35/ 5_6).

“أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ، وَأَنِ اعْبُدُونِي ۚ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ، وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا ۖ أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ، هَٰذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ، اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ” يس (36/ 60_64).

ويوم القيامة سيكون شاهداً على تبرؤ الشَّيطان من أفعال تابعيه، وعلى نكوصه عن وعوده لهم، وفي ذلك اليوم سيندمُ تابعوه حيثُ لا ينفعهم النَّدم كما تُخبرنا الآيات الكريمة:

“وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ” إبراهيم (14 /22).

  1. هل يمكن أن يكون الشَّيطانُ من الإنس؟

رأينا من التعريف اللغوي بأنَّ لفظَ الشَّيطان يُطلقُ على واحدٍ من الإنس إذا اتخذَ من أفعال الشَّيطان وظيفةً له، أي إذا قرَّرَ القيام بوظائف الشَّيطان، فكلمة الشَّيطان ليست اسماً خاصَّاً، بل هي صيغة مبالغة على وزن “فيعال” تُطلقُ على كلِّ مَن ابتعدَ عن الحقِّ وتمرَّد عليه سواء أكان من الإنس أو الجن.

ممَّا أذكرُه أنَّني التقيتُ يوماً بشابٍّ يعملُ في مطعم ودارَ بيننا حديثٌ قال لي في نهايته: “إنَّني اليوم غيرُ قادرٍ على إصلاح نفسي وأخطائي المتراكمة، لذلك أسعى دائماً لإفساد الآخرين ليكونوا مثلي!”.

لقد قال لي ذلك دون أن يعي بأنَّه قد أصبحَ عضواً في حزب الشَّيطان، وهذا ما يُسمَّى بشياطين الإنس، فهم خطرون جدَّاً لأنَّنا نراهم ونتحدَّثُ معهم ونسمع صوتهم وقد يكونون من المقرَّبين منَّا، أي أنَّ تأثيرهم المُدمِّر قد يفوقُ تأثير شياطين الجنِّ.

“وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ، وَلِتَصْغَىٰ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ”. الأنعام (6/ 112_113).

لذلك نجدُ أنَّ القرآنَ الكريم قد استخدمَ لفظ “شياطينهم” للدلالة على عمق العلاقة التي تربطُ بين المنافقين من أهل الكتاب وأصدقائهم من شياطين الإنس والجن:

“إِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ” البقرة (2 /14).

وسيتبرأُ شياطينُ الإنس يوم القيامة من أتباعهم، وسيشتركُ الجميعُ في العذاب الإلهي كما تذكرُ الآياتُ الكريمة التالية:

“وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ ۗ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ، إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ، وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا ۗ كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ ۖ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ” البقرة (2/ 165_167).

إنَّ الإنسانَ الذي يتَّبعُ شياطين الإنس في الدُّنيا لا يمكنُ أن ينجوَ يوم القيامة بحجَّة أنَّه كان ضعيفاً أو مغلوباً على أمره:

“وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ، قُل لَّكُم مِّيعَادُ يَوْمٍ لَّا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ، وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن نُّؤْمِنَ بِهَٰذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ ۗ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ، قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَىٰ بَعْدَ إِذْ جَاءَكُم ۖ بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ، وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا ۚ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ” سبأ (34/ 29_33).

إنَّ المصيرَ المحتوم للشياطين وأتباعهم هو نارُ جهنَّم، فمَن أرادَ الابتعادَ عن جهنَّم عليه اتخاذُ الشَّياطين أعداءً له في الدُّنيا:

“وَيَقُولُ الْإِنسَانُ أَإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا، أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا، فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا، ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَٰنِ عِتِيًّا، ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَىٰ بِهَا صِلِيًّا” مريم (19/ 66_70).

  1. موقف المسلم من كيد الشيطان:

إنَّ كيدَ الشَّيطان ضعيفٌ إذا امتلك الإنسانُ الإرادة القويَّة والتصميم في محاربته:

“الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا” النِّساء (4 /76).

فكيدُ الشَّيطان لا يمكن أن يكونَ له تأثيرٌ وسُلطانٌ على المخلصين من عباد الله تعالى:

“إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ، وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ” الحِجر (15/ 42_43).

لكن إن حدثَ ووقعَ المسلمُ في حبائل الشَّيطان فعليه استذكارُ الله تعالى فوراً والاستغفارُ لذنبه كما تأمرنا الآياتُ الكريمة التالية:

“إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ” الأعراف (7 /201).

“إِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ” الأنعام (6 /68).

فالمسلم يجب أن يكونَ على حذرٍ دائمٍ من وساوس شياطين الإنس والجن لأنَّهم أعداءٌ له، ويجبُ أن يكونَ في حالة استعاذة دائمة بالله منهم:

“وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ، وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ” المؤمنون (23/ 97_98).

“وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ” فُصِّلت (41 /36).

ومثالُ ذلك الاستعاذة من الشَّيطان الرَّجيم عند قراءة القرآن واستخراج حكمٍ من آياته، فهذا أمرٌ إلهيٌّ لا يجب التغاضي عنه أبداً:

“فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ، إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ” النحل (16/ 98_100).

إنَّ المسلم لا يمكنُ أن يستكينَ لتخويف الشَّيطان له، بل يجب أن يكون في حالة استجابة لنداء الله تعالى القائل:

“إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ” آل عمران (3 /175).

الخاتمة:

إنَّ كلمة “شيطان” صيغة مبالغة على وزن “فيعال”، وهي تُشيرُ إلى كلِّ مخلوقٍ من الإنس أو الجن إذا ابتعدَ عن الحقِّ وتمرَّدَ عليه وحاربَه، لذلك فقد استحقَّ “إبليس” مثلاً وصفَ “الشيطان”.

إنَّ البشر الذين يتشيطنون يكونون أكثرَ تأثيراً علينا من شياطين الجن لأننا نراهم ونتحدث معهم وقد تربطنا صلاتُ قربى بهم، لذلك يجبُ علينا أن نكون حذرين دائماً، فالأفكارُ الشَّيطانيَّة قد تأتي من أقرب النَّاس إلينا، وعلى ضوء هذا الكلام نستطيعُ أن نفهمَ تحذيرَ الله عزَّ وجلَّ لنا في الآية الكريمة التالية:

“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ۚ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ” التغابن (64 /14).

بمقدار ما يلتزمُ الإنسانُ بتعليمات الله فإنَّه سيكون قادراً على أن يحمي نفسَه من تأثير شياطين الإنس والجنِّ عليه، أمَّا إذا اختارَ طريقَ الضَّلالة فقد قبلَ بأن يكون تحت تأثير الشَّياطين.

وقف السيلمانية/ مركز بحوث الدين والفطرة

الموقع: حبل الله www.hablullah.com

ـــــــــــــــــــــــــ

[1] مقاييس اللغة، ابن فارس، مادة “شطن”.

[2] قال ابن منظور: والشيطان: فيعال من: شطن: إذا بعد، فيمن جعل النون أصلا، وقولهم: الشياطين دليل عن ذلك. اللسان (شطن).

[3] مفردات ألفاظ القرآن، الراغب الأصفهاني، مادة “شطن”.

[4] انظر: مجاز القرآن 1/ 32.

[5] مفردات ألفاظ القرآن، الراغب الأصفهاني، مادة “شطن”.

[6] لسان العرب، ابن منظور، مادة “شطن”.

تعليق واحد

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.