حبل الله
ما القول الذي برأ الله تعالى نبيَّه موسى منه

ما القول الذي برأ الله تعالى نبيَّه موسى منه

السؤال: ورد في الآية 69 من سورة الأحزاب أن الله تعالى قد برَّأ موسى ممِّا قالوا، لكنَّ الآية لم تذكر ذلك القول المفترى على موسى، وقد اجتهد المفسِّرون في بيان القول المُفترى لكنَّ أقوالهم غير مقنعة، فهل من آية أخرى تبيِّن ذلك القول المفترى؟

الجواب: الآية الواردة في السؤال هي قول الله تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا} (الأحزاب69) هذه الآية تحذر المؤمنين الذين اتبعوا النَّبيَّ الخاتم من الافتراء على نبيِّهم كما افترى قومُ موسى عليه.

وكان ذلك عندما توجَّه موسى لميعاد ربِّه وترك أخاه هارون في القوم. لكنَّ السامريَّ _الذي كان من علماء القوم_ قد اتخذ عجلا جسدا وزعم أنَّه إله القوم وإله موسى:

{فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ} (طه، 88)

وقد زعم السامريُّ أنَّ موسى نسيَ أن يخبرهم بهذه الحقيقة قبل أن يذهب لميعاد ربه، والغريب أنَّ القوم قد قبلوا فرية السامريِّ على نبيِّهم، وقاموا بعبادة العجل، ولم يَسلم من تلك الفتنة سوى هارون عليه السلام الذي حاول جاهدا ثني السامريِّ عن غيِّه، ولمَّا لم ينجح حاول ثنيَ القوم عن اتباع السامريِّ، وهو المفهوم من قوله تعالى {وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} (الأعراف، 150)

الافتراء بأنَّ العجلَ إلهُ موسى الذي أورده القرآن في الآية 88 من سورة طه قد تمَّ ضحدُه بقوله تعالى {فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا} (الأحزاب، 69)

انظر المناسبة بين الآيتين:

{فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ} (طه، 88)

{فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا} (الأحزاب، 69)

أضف تعليقا

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.