حبل الله
إلزام المفطر بالصيام

إلزام المفطر بالصيام

السؤال: في بعض بلدان المسلمين يعاقب المفطر في نهار رمضان بالحبس، فهل من واجب الدولة معاقبة المفطرين بغير عذر؟ وهل يجوز فتح المطاعم في نهار رمضان؟

الجواب: الصوم عبادة يجب أن يقوم بها المسلم بكامل حريته وإرادته، فإن أفطر من غير عذر فلا شكَّ أنَّه آثم، ومصيره إلى الله تعالى، ولا يصحُّ بحال إجباره على الصوم أو معاقبته لإفطاره لأن ذلك من صور الإكراه في الدِّين، ومن أصول ديننا الثابتة أنَّه لا يُكره أحد في أمور الدِّين كما ورد في قوله تعالى {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} (البقرة، 256) ويستوي في الإكراه أن يكون ماديا أو معنويا فكلاهما لا يُستساغ ممارسته.

ليس من اختصاص الدولة مراقبة الناس في عباداتهم، فالعبادات كالصيام والصلاة والحج هي علاقة خاصة بين العبد وربه ليس للدولة أو لغيرها سلطة إلزام الناس بها[1]، فمن قصَّر في آدائها فأمره الى الله تعالى. أمَّا النُّصح فشيء مختلف، ولا بدَّ أن يكون بالحسنى، فإن كان بالإمكان نصح المفطر وإرشاده فهو حسن. وفي النهاية يُسأل كل أمرئ عن عمله وليس عن عمل غيره كما قال الله تعالى {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} (المدثر، 38)

أما فتح المطاعم في رمضان فلا حرج فيه، وليس مطلوبا من صاحب المطعم أن يغلق مطعمه في رمضان، ومعلوم أنَّ في الطريق المسافر والمريض والعاجز والطفل وغير المسلم. فالمطلوب منه أن يصوم لا أن يغلق مطعمه.

الصائم لا يدخل إلى المطعم، أما المفطر فلا يمنعه إغلاق المطعم من الإفطار. وكلُّ ما يفعله صاحب المطعم هو تقديم الطَّعام مقابل المال، وهو ليس مسؤولا عن زبائنه، وليس مطلوبا منه أن يسأل إن كان الزبون مفطرا بعذر أو بغير عذر.



[1]  يستثنى من ذلك العبادات التي يتعلق بها حق الغير كالزكاة، فيحق للدولة أن تحاسب الممتنعين عن إخراجها.

أضف تعليقا

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.