حبل الله
الفرق بين علم الله تعالى وعلم الإنسان

الفرق بين علم الله تعالى وعلم الإنسان

قال الله تعالى

{إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}  (لقمان، 34)

ليس في الآية ما يشير أن علم هذه الأشياء المذكورة مقصور على الله تعالى. فمن الطبيعي أن يعلم الإنسان بعضا من علم الله تعالى، بدليل قوله {عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} (العلق، 5)

ومع ذلك فلا يمكن أن يكون علم الناس كعلم الله تعالى؛ فالإنسان مهما بلغ من العلم فلن يبلغ درجة الكمال.

الطبيب _مثلا_ قد يقف على بعض حقائق الجنين لكنه لا يصل أبدا إلى درجة اليقين فيما يقول، كما أنه لا يصل أبدا إلى معرفة كل ما يحيط به منذ تشكله نطفة في رحم أمه إلى ساعة ولادته، لذا لا يمكن أن يكون علم الإنسان كعلم الله تعالى المطلق، وهذا هو المقصود في الآية.

يقول الله تعالى موضحا ذلك:

{هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (آل عمران، 6)

إن علم الإنسان قاصر عن علم الله تعالى بالكم والكيف والنتيجة. يقول الله تعالى:

{اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ. عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ} (الرعد، 8_9)

ثم يبين سبحانه أن خلق الجنين في رحم أمه في مراحل غايةٍ في الإتقان والإبداع إنما هو دليل على قدرته سبحانه على البعث يوم القيامة:

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} (الحج، 5)

فعلم الإنسان في الجنين يقتصر على محدودية علمه وقدرته، بينما علم الله تعالى وقدرته لا يحدهما الحدود.

التعليقات

  • السلام عليكم قرأت مقالة الاستاذ الدكتور عبدالعزيز بايندر عن القدر ومعركة بدر وقرأتها اكثر من مرة حتى استوعب كل شيئ فيها والحقيقة جهد كبير في الجمع بين الايات للخروج الى هذه الصورة واعتقد هذا ما احتاج اليه المسلمون لفهم مراد الله عز وجل في اياته فجزاكم الله عنا كل خير
    اود الاستفسار عن امرين الاول ما مفهوم ان الله عليم هل يقتصر انه عليم بكل شيئ اي كل شيئ موجود وكيف نوفق بين هذا وبين ان الله عنده علم الغيب فنحن عندما نصلي استخارة نطلب من الله ان ان كان يعلم ان هذا الامر خير لنا يسره والا فاصرفه.ام المقصود بالمقالة ان الله تعالى فقط لايعلم نتيجة اختبار الانسان مسبقا والباقي يعلمه اقصد علم المستقبل
    والثاني فهمت ان اجل الانسان يكتب وهو نطفة في بطن امه فهل للانسان اجل واحد فما معنى قوله تعالى/ هو الذي خلقكم من طين ثم قضى اجلا واجل مسمى عنده ثم انتم تمترون/ماهذان الاجلان واذا كان الاجل مكتوب في النطفة فما معنى ان يعطى الشهداء ما يعطوا من اجر وهم سيموتون في اجلهم هل الاجر على النية بانهم سيقدمون ارواحهم في سبيل الله
    ارجو التوضيح وجزاكم الله كل خير

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.