حبل الله
بناء المساجد وعمارتها

بناء المساجد وعمارتها

السؤال: هل بناء المساجد مطلوب شرعا من المسلمين أم أنه عادة انتهجها المسلمون لتعزيز ثقافتهم وتميزهم العمراني؟

الجواب: المساجد هي البيوت التي تقام لعبادة الله تعالى. وقد حرص جميع الأنبياء على بنائها لتكون جامعة للناس على الايمان وعبادة خالقهم، وكانت الكعبة المشرفة التي بناها آدم عليه السلام أول المساجد على الأرض، ثم رفع قواعدها من جديد إبراهيم وابنه اسماعيل عليهما الصلاة والسلام، وبعد أن تم بناؤها أمر الله تعالى نبيه إبراهيم بتطهيرها ودعوة الناس للحج إليها من كل صوب.

قال الله تعالى {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ. وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} (الحج، 27)

فبناء المساجد وعمارتها مأمورٌ به شرعا، والاهتمام بها دليل على الايمان وحب الله تعالى. قال الله تعالى {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ} (التوبة، 18)

وعمارة المساجد لا تكون بمجرد التشييد والبناء بل لا بد أن تكون مقصودة للصلاة فيها مع جماعة المسلمين، وقد نفى الله تعالى أن يكون عمارة البيت الحرام والسهر على زواره أعظم من الإيمان بالله ورسوله وطاعته فيما أمر، لذا ورد على إثر آية الاعمار (الآية 18من سورة التوبة) أن الإعمار المجرد عن الايمان والعمل الصالح لا يعني شيئا عند الله سبحانه، حيث قال مخاطبا من تفاخر بعمارة البيت الحرام من مشركي مكة  {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (التوبة، 19)

وقد أصبحت المساجد علامات تدل على التميز الثقافي والعمراني في بلدان المسلمين، وهذا ليس مقصودا بحد ذاته، وانما هو نتيجة اهتمام المسلمين ببناء المساجد وعمارتها.

أضف تعليقا

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.