حبل الله
الوفاء بالنذر والأكل من المنذور

الوفاء بالنذر والأكل من المنذور

السؤال: نذرت أن أذبح شاة لله تعالى إن شفي ابني من مرضه؟ هل هذا النذر ملزم، إن كان ملزما فماذا افعل باللحم؟ هل يجوز لي ولأهل بيتي الأكل من هذه الذبيحة؟

الجواب: النذر هو أن يلزم المكلف نفسه بقربة لم يلزمه بها الشرع الحكيم، وإنشاء النذر مكروه، لأنه لزوم ما لا يلزم.

والنذر الذي ذكرته في سؤالك هو ما يصفه العلماء بالنذر المعلق؛ حيث إن الناذر يعلق فعل القربة على حصول غرض معين، فنيته لم تكن خالصة لله تعالى وإنما كانت القربة على سبيل استجلاب الخير، وهذا شأن البخيل الذي لا يدفع شيئاً من ماله إلا بمقابل، وقد ورد في الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن النذر وقال إنه لا يرد من القدر شيئاً وإنما يستخرج به من البخيل[1].

ويجب على من نذر نذرا أن يوفي به إن تحقق ما علق النذر عليه كشفاء المريض ونجاح الطالب وغير ذلك، لأن الوفاء بالنذر واجب لقوله تعالى {وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ} (الحج، 29)

أما التصرف باللحم فيتوقف على نية الناذر حين نذر، فإن كان قد قيّد النذر بقوله أنه سيأكل منه هو وأهل بيته فلهم أن يأكلوا منها ويطعم من اشتملت عليهم نيته. أما إن كانت نيته مطلقة غير محددة فإن النذر ينصرف للفقراء والمحاويج، ولا يصح أن يأكل منه هو ولا أهل بيته، فالنية معتبرة في النذر.



[1]  أخرجه مسلم (1639) (4) والبخاري (6608) و (6693) ، وابن ماجه (2122) ، والنسائي في “الكبرى” (4744) و (4745) ، والطحاوي في “مشكل الآثار” (837) و (838) ، والبيهقي في “السنن ” 10/77، وفي “الشعب” (4350) وأبو داود (3287) ، وابن حبان (4375) و (4377) وأحمد (5275)  (5592) و (5994) .

أضف تعليقا

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.