حبل الله
تدبر القرآن يؤدي إلى الاعتصام به

تدبر القرآن يؤدي إلى الاعتصام به

قال الله تعالى مخاطبا وآمرا « أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا» (محمد، 47 / 24).  وقد أشار في آية أخرى إلى يسر ذلك لمن أراد الوصول الى الحق من خلاله بقوله «وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ» (القمر، 54 / 17)

وقد نسي المسلمون تدبّر القرآن الكريم والإعتصام به عصورًا، وجعلوه كتابًا يُتلى لكسب الثواب فقط، ويتصدى البعض لتفسير آيات منه في سياق الوعظ والنصيحة ولا يتم تسليط الضوء على الغاية من إنزاله كذكر يهدي إلى الصراط المستقيم، ونجد الكثير ممن يدعون لتلاوته، لكننا نجد القليل ممن يدعون لتدبره.

وبعد نسيان مقتضى تدبر القرآن الكريم، تولد لدينا فكرة أنه كتاب مقدس يستحيل الإرتقاء إليه، والمثول بين يديه، ولا يمكننا فهمه وإدراك مراميه. وقد أصبح الملتزمون بهذه الفكرة يدافعون بإصرار أنّ السابقين قد حلّوا المشاكل كافّة، وعلينا إدراك ما توصلوا إليه.

أركان الدّين وأحكامه الضرورية نابعة من القرآن الكريم والسنة النبوية التي هي الحكمة التي أنزلها الله في كتابه.

إن الذي يسوق جمهور الناس الى الإتباع وامتثال الأوامر، هو ما يتحلى به المصدر من قدسية، وهذه القدسية هي التي تدفع جمهور الناس إلى الإنقياد أكثر من قوة البرهان ومتانة الحجة، فينبغي إذن أن يكون كل ما كُتب ويُكتب في علوم الدين بمثابة وسائل شفافة – كالزجاج – لعرض قدسية القرآن الكريم، وليس حجابًا دونه، أو بديلا عنه.

القرآن الكريم هو منبع العلم والهداية، وغيره جداول تستقي منه وقد يصيبها التلوث، فاعمد إلى المنبع الأصيل ولا ترضى به بدلا.

تعليق واحد

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.