حبل الله
موالاة الأعداء

موالاة الأعداء

موالاة الأعداء

المسلم لبنة صلبة وأمينة في بنية المجتمع الإسلامي، فلا يفرّط في حق من حقوق أمته، ولا يغدر ولا يخون ولا يغش أحدا، ولا يكون جاسوسا للأعداء، ولا يظهر اللطف لهم والميل إليهم إلا بمقدار ما تقتضيه المصلحة العامة العليا، ولا يناصر الأعداء، أو يعمل ضد مصلحة أمته المؤمنة. وقد حذّر القرآن الكريم في آيات كثيرة من موالاة أعداء الأمة، وهدد المخالفين المتواطئين على مصلحة الأمة ومصيرها، فقال الله تعالى: «لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ» (سورة آل عمران، 3 / 28).

وما يجري اليوم في العراق وسوريا وميانمار وأفغانستان وباكستان ومصر من سفك للدماء هو تنبيه وإنذار للمسلمين بأن يعرفوا النوايا الخبيثة للقوى الكبرى المسيطرة على العالم. وعلى كل مسلم أن يعرف أن ما تضمنته الاتفاقيات الدولية من القيم العالمية التي جاءت في القرآن الكريم، هي مجرد كلام وتعهدات خالية من الوفاء لا سيما إذا كانت تتعلق بحقوق المسلم. وفي هذا الخصوص نسمع قوله تعالى: «اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ، لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ، فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ» (سورة التوبة، 9 / 9-11).

كون الإنسان ولد من أم مسلمة وأب مسلم ونشأ في المجتمع الإسلامي وتعلم العلوم الإسلامية بشكل جيد لا يكفي أن يجعله مسلما حقا، فلا بد من الاختيار الصحيح والترجيح السليم ثم الإيمان اليقين. قال الله تعالى: «الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ، اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ، الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ» (سورة إبراهيم، 14 / 1-3).

وعلى المسلم أن يأخذ حذره دائما ويعرف أنه لا ولي له من غير المسلمين، وأن المسلم أخو المسلم كجسد واحد يشد بعضهم البعض. كما يجب عليه أن يسلك في حياته منهج القرآن الكريم الذي طبقه رسول الله صلى الله عليه وسلم…

أضف تعليقا

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.