حبل الله
صيام ستة أيام من شوال

صيام ستة أيام من شوال

السؤال: ما القول الصحيح في مسألة صيام ستة أيام من شوال؟

الجواب: وردت أحاديث عدة تدعو إلى صيام ستة أيام من شوال كما يلي:

عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أنه حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر)[1] . وفي رواية أخرى (من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال فذلك صيام الدهر)[2] وفي رواية أخرى عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر)[3] .

وعن ثوبان مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال (صيام شهر بعشرة أشهر وستة أيام بعده بشهرين فذلك تمام السنة). يعني رمضان وستة أيام بعده[4]. وفي رواية أخرى : ( الحسنة بعشر ، فشهر رمضان بعشرة أشهر ، وستة بعد الفطر تمام السَّنة)[5] وفي إسناد الحديثين السابقين ضعف، إلا أنهما وردا في ضوء قوله تعالى {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} (الأنعام،160) مما يوحي بقوة متنيهما وصلوحهما للاحتجاج.

وقد كره مالك وأبو حنيفة صيامها واستدل مالك للكراهة بأنه ربما يظن العوام وجوبها. ووجه ذلك بأنه قد يفضى إلى اعتقاد لزومها من العوام لكثرة المداومة. والصحيح أنه لا معنى لهذا التعليل بعد ثبوت النص بذلك وورود السنة الصحيحة الصريحة فيه، ولو سلمنا لتعليله يلزم مثل هذا في سائر أنواع الصوم المندوب المرغب فيها ولا قائل به[6]. كما ذكر أنه لم يبلغه ذلك عن رسول الله ولم ير أحدا من أهل العلم يعمل بها. و عدم علمه ليس حجة، بل الحجة فيما ثبت من النص من طريق غيره.



[1] صحيح مسلم، باب استحباب صيام ستة ايام من شوال 204 ( 1164 )

[2] الترمذي، باب صيام ستة ايام من شوال 759

[3] سنن ابي داوود،باب في صوم ستة أيام من شوال 2433 قال الشيخ الألباني صحيح

[4] السنن البكرى للبيهقي، باب فى فضل صوم ستة أيام من شوال  8694

[5] السنن الكبرى للنسائي، 2874

[6] انظر مشكاة المصابيح الفصل الاول، 7/ 130

أضف تعليقا

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.