حبل الله
شرعة ومنهاجا

شرعة ومنهاجا

الرسالة من الأستاذ أحمد الزبير محجوب

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على اشرف المرسلين ….وبعد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحبتى فى الله , اشكركم على سرعة الرد ,وقبولكم مبدأ التعاون والتناصح بيننا, وعليه ارسل لكم مساهمتى الاولى , وهى عبارة عن :

1_ ذكرت لكم سابقا اننى اتفق معكم فى كثير وأختلف فى نذر يسير ,وساواصل بيان الاتفاق والاختلاف كلما تيسر لى ذلك , وبذا أبدأ وأقول :

أ_ نعم , القرآن الكريم هو المصدر الوحيد للتشريع ,وهو كتاب لا ريب فيه  بلسان عربى مبين , تولى بيانه وحفظه القاهر فوق  عباده الرحمن الرحيم .

والمنهاج الذى سمى إصطلاحاً  ( سنة نبوية ) هو التطبيق القويم لذاك التشريع , والرسول فى هذا مدعوم بالوحى والحكمة .

{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ}. (المائدة: ٤٨)

بمعنى : ان حكم الصلاة بين واضح فى القرآن  دون إستنباط , ومنهج التطبيق بين واضح فى سنة رسول الله ( ص ).والمنهج هذا متواتر عنه (ص ) تواتراً فعليا أخذه المسلمون أباً عن جد، وحديث ( صلوا كما رأيتمونى أصلى …الخ ) صحيح بالضرورة ويفيد العلم  القطعى .

وحكم الإعتصام بحبل الله واضح , ومنهج التطبيق ملخصه :كان (ص) قرآنا يمشى على رجلين.

إن صحّ ما ذهبنا اليه , لا يصح أن نقول : (أن السنة هى أحكام صحيحة استنبطها النبى (ص) من القرآن ) ….بل السنة تطبيق لاحكام القرآن, وليست فيها احكام (سوف أفصل هذا لاحقاً إن شاء الله عندما أكتب لكم  ضوابط ومعايير صحة الاحاديث) وفى السنة كثير من الحِكَم والمواعظ  الحسنة, إمتثالاً لأمر الله :أدع الى سبيل ربك …الخ .وما يرفع قدر المواعظ ان الله جل وعلا ذكر مواعظ لقمان (رض) وهى خالية من الأحكام .

ب _ وألفت النظر الى اللبس فى تفسير المحكم والمتشابه :

كل آيات القرآن محكمة الصنع والإنشاء  قال الله تعالى: «الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ» (هود، 11/ 1).

 وكلها متشابهه ومتجانسة لا تعارض بينها و لاتضاد ولا إختلاف ( قال الله تعالى: «اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ» (الزمر، 39/ 23).

منها آيات محكمة  المعانى تفيد معنى واحداً مفصلاً, ومنها أخر شبه محكمة  المعانى ,اى قد تفيد عدة معانى ,مثل الحروف فى أوائل السور..  او غير مفصلة , مثل عدد اهل الكهف , وأسم الرجل الصالح ..الخ.(  قوله تعالى: «هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ» (آل عمران، 3/ 7).

فالذين فى قلوبهم مرض  يحاولون تأويل  الآيات  المتشابهات , أما الراسخون فى العلم فيقفون  عليها كما هى ولا يقتفون ما ليس لهم به علم ولا يتبعون الظن ويقولون كما قالت الملائكة لله تعالى  {قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}.  (البقرة: ٣٢)

وأعلم ـ  أكرمك الله ـ أن القران يهدى الله به كثيرا , ويضل به كثيرا ,والمتشابهات فتنة وابتلاء .

ولا حقاً إن شاء الله , إن أحببتم ,أكتب لكم فى ( معايير وضوابط صحة الحديث , ومعنى كلمة النسخ ,ومعنى ( يطيقونه ), وتفنيدى لما ذهبتم اليه من الاستفادة من الكتب السابقة (التوراة )

ولكم منى الدعوات الطيبة بالسعادة فى الدارين , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

التعليقات

  • قال تعالى ( رَبّنَا وَابْعَث فِيهِمْ رَسولاً مِّنهُمْ يَتْلُوا عَلَيهِمْ ءَايَتِك وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتَب وَ الحِْكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنّك أَنت الْعَزِيزُ الحَْكِيمُ ) [ البقرة 129 ]وقال تعالى ( هُوَ الّذِى بَعَث فى الأُمِّيِّينَ رَسولاً مِّنهُمْ يَتْلُوا عَلَيهِمْ ءَايَتِهِ وَ يُزَكِّيهِمْ وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتَب وَ الحِْكْمَةَ وَ إِن كانُوا مِن قَبْلُ لَفِى ضلَلٍ مُّبِينٍ ) [ الجمعة 2 ]نصوص صريحة وواضحة الدلالة على التلازم بين الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام (1) ، ومن مهام الرسول صلى الله عليه وسلم التي لأجلها أُرسل ما ذكره الله عز وجل هنا ، وهي من الواجبات الشرعية عليه ومن الحكم البالغة في رسالته وقد قام الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك خير قيام . أنقذ اللهُ به الناس من الضلال المبين ، ومن الشرك والكفر إلى الإيمان والتوحيد .

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.