حبل الله
المهدي

المهدي

السؤال: ما رأيكم فيمن يقول: من لا يعرف إمام زمانه يموت موتة جاهلية مثل الإمام المهدي المنتظر. وهل فعلا المهدي سيأتي وإذا الجواب بنعم فلماذا لم يذكر الله عز وجل اسمه كما ذكر عن المسيح عليه السلام يوم ارجع حيا في القران الكريم أرجو الجواب وشكرا.

الجواب: ختم الله تعالى رسالاته إلى البشر برسالة الإسلام، ومن موجبات ختم الرسالةعدم تكليف أتباع خاتم النبيين بالإيمان بنبي بعده أو شبه نبي، كعودة المسيح عليه السلام أو ظهور المهدي، لذلك خُتمت سورة البقرة بآيات تمثل أدعية يدعو بها المسلم ربه. قال الله تعالى: «لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ» (البقرة، 2 / 286) فالإصر هنا هو الإيمان بنبي قادم ووجوب اتباعه، وربما يقول قائل أن الإصر هنا بمعنى التكاليف الشاقة كتلك التي كُلِّف بها اليهود، وأقول إن المعنى اللغوي يحتمل هذا كما يحتمل أن يكون العهد إلى الناس بإتباع نبي لاحق، والسياق يجزم بالمعنى الثاني لثلاثة أسباب، أبينها كالتالي:
1_ إنّ الآية نصت على الإصر الذي حمله الأقوام قبلنا، وهو عهد الله إليهم بالإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم وقد ذُكرت كلمة الإصر في القرآن بهذا المعنى قال تعالى: «وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ» (آل عمران، 3 / 81).
2_ بعد أن يدعو المسلم ربه قائلا: «رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا» يقول: «رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ» فلو كان الإصر بمعنى التكاليف الشاقة، لكن الدعاء الثاني بنفس معنى الدعاء الأول، وفي ذلك تكرار لا يتناسب مع الذكر الحكيم.
3_ بعثة النبي محمد صلى الله ضرورية لإكمال رسالة الله إلى الخلق، وببعثته قد اكتمل الدين. قال تعالى: «{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا» (المائدة، 5 / 3) فما كان ضروريا قبل بعثته صلى الله عليه وسلم انتفى بعد بعثته.
لقد تكفل الله تعالى بحفظ كتابه الأخير ليكون صالحا عبر الزمان والمكان ويظهر تميز هذا الكتاب بما يأتي:
1_ كلما تقدمت المعارف والعلوم وجدت القرآن متقدما عليها، قال الله تعالى: «وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا» (الفرقان، 25 / 33).
2_ ما ورد في القرآن من أصول وقواعد وأحكام يصلح لكل زمان ومكان، قال تعالى: «إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا» (الإسراء، 17 / 9)، هذا الكتاب يهدي للتي هي أقوم، وصيغة التفضيل في هذا السياق لأنّ هذا الكتاب منفرد في هداية الخلق لما فيه الخير في الدنيا والآخرة. فكل نظام غيره قد يقود إلى الخير في الدنيا لكنه قاصر عن تحقيق الخير لصاحبه في الآخرة، فاستحق القرآن وصف الخيرية بصيغة التفضيل دون شك أو نزاع.
إن الأسباب التي دعت إلى تجديد الرسالة قبل النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم تعد قائمة، وأما القول بظهور المهدي فقد تسرب إلى عقيدة الشيعة من ديانات سابقة ومن ثم تسرب إلى عقيدة أهل السنة والجماعة. ومن يرجع إلى القرآن الكريم لن يجد كلمة واحدة تشير إلى المهدي، وليس في الحديث الصحيح ما يشير إلى ذلك أيضا.
لقراءة المزيد حول الموضوع اضغط على الروابط التالية

http://www.hablullah.com/?p=1288

أضف تعليقا

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.