حبل الله
خلق آدم عليه الصلاة والسلام

خلق آدم عليه الصلاة والسلام

قال لله تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَازَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء» (النساء، 4 / 1 ).

تعليق واحد

  • والمراد بـ “كم” في الآية هو آدم عليه الصلاو والسلام. لأن الناس لم يخلق من آدم فحسب بل منه وزوجته حواء. وعلى هذا ففي الكلام مجاز حيث عبر بضمير الجمع وأريد المفرد، أي آدم عليه السلام فقط. فيكون معنى الآية: “أن الله تعالى خلق آدم من نفس واحدة”.
    ونفهم من الآية التالية النفس التي خلق منها آدم عليه الصلاة والسلام. قال الله تعالى: « هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا، إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا» (الإنسان، 76 / 1-2).
    والنَطَفةٌ، وهي الصّافيةُ الماء، والأَمْشَاجٍ هو الأخلاط. أي من مني الرجل الذي اختلط ببويضة المرأة. ومشج بينهما: أي خلط. وأقل الجمع في اللغة العربية ثلاثة. وعلى هذا فإن النطفة ليست منيا فحسب بل هي مخلوطة من ثلاثة اشياء أو أكثر. وقد جاء في آية أخرى: « وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ » (المؤمنون، 23 / 12).
    جميع ما يتناول الإنسان من الأغذية فهو من الطين أي التراب والماء. فمصدر النطفة والبويضة طين. وقال الله تعالى: « ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ» (المؤمنون، 23 / 13).
    والقَرارُ والقَرارةُ من الأَرض: المطمئن المستقرّ، وقال أَبو حنيفة: القَرارة كل مطمئن اندفع إِليه الماء فاستقَرّ فيه. والمكين: من قول العرب، مَكَّنْتُهُ مِنْ الشَّيْءِ تَمْكِينًا جَعَلْتُ لَهُ عَلَيْهِ سُلْطَانًا وَقُدْرَةً فَتَمَكَّنَ مِنْهُ.
    وعلى هذا فالمكان الذي تكونت فيه النطفة هو المكان الذي جعلت لها سلطانا وقدرة لتمكنها فيه. وهو الرحم. والنطفة التي تكونت في الرحم ليست هي إلا البويضة المخصبة. وهو مكان تختلط فيه مني الرجل مع بويضة المرأة تتغير وتتطور حتى يصبح إنسانا يستطيع الحياة على وجه الأرض.

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.