حبل الله
مقدمة كتاب “بيان حكم استرقاق الأسيرات والخلوة بهن في ضوء القرآن والسنة”

مقدمة كتاب “بيان حكم استرقاق الأسيرات والخلوة بهن في ضوء القرآن والسنة”

الشيخ علي رضا دميرجان

أحمد الله العظيم الذي خلق الناس احرارا رجالا ونساء، وجعل تقديس جلاله والرحمة على مخلوقاته هو القانون الوحيد للمجد. وأصلي وأسلم على محمد الذي بعثه الله قدوة حسنة وداعيا للحرية ورحمة للبشرية جمعاء..

المفهوم الأساسي في هذا الكتاب هو “الجارية” سبية الحرب التي أمر الله تعالى أن يُطلق سراحُها مناً أو مقابل فدية. وهذا كان حكم الإسلام فيها. ولكن انتشر استرقاقها والاستمتاع بها بدون عقد النكاح عن طريق البيع أو الإمتلاك عبر التاريخ الإسلامي. وهو من الموضوعات التي كانت تشغل بالي منذ فترة طويلة، وأعتقد ضرورة الدراسة فيها لأسباب سأذكرها بالتفصيل.

موضوع “الجارية التي استعبدت وأصبحت ضحية للإستغلال الجنسي” لم تُبين حرمتها طبقا للقرآن والسنة أو قد تم البيان ولكن لم يصل هذا البيان إلى عامة المسلمين بشكل صحيح؛ فأصبح مستغلا عند كثير من الناس، ومقوضا لعقيدة المسلمين.

الجواري هن أسيرات الحرب، هذا هو الإطلاق الصحيح ويجب أن يجرى عليهن حكم أسير الحرب؛ ولكن خلافا للحكم الأصيل تم استعبادهن وأجري عليهن حكم الإماء بوجه عام  وأصبحت الواحدة منهنّ تباع وتشترى وتستغل في الأغراض الجنسية بوجه خاص حتى يومنا في مخالفة صارخة لما جاء في القرآن والسنة. وهو مما أدى إلى السخرية من ثقافتنا الإسلامية والقدح بها من قبل الأعداء. ويظهر خطورة الأمر بجولة قصيرة في صفحات الشبكة العنكبوتية حول الموضوع.

حكم معرفة مسألة الجواري – أسيرات الحرب  والأحكام المتعلقة بها من القرآن والسنة فرض كفاية؛ لأنه لا يمكن تَخَيُّل إنقطاع الحرب حتى تقوم الساعة.

هذه خلاصة الأسباب التي حملتنا على إجراء هذه الدراسة الموجزة بمحتواها الفريد، وقد تمت في مدة يمكن القول أنّها قصيرة ولكنها اعتمدت على خبرة حيزت على مدى أربعين عاما.

وكان القرآن الكريم والسنة النبوية – التي هي التفسيرات النظرية والفعلية لما أنزل الله تعالى على النبي صلى الله عليه وسلم بين اصحابه الكرام – مرجعا أساسيا في هذه الدراسة.

ومن المعلوم أنه لم يصل إلينا من النبي صلى الله عليه وسلم تفسيره لكل الآيات، وأن القرآن الكريم نظم بديع من الكلمات التي تحتوي على مبادئ الدين وأحكامه، وقد شكلت هذه الكلمات المعجزة اللغوية الخالدة للكتاب، لهذا رأينا من الضروري تحليل الكلمات من الناحية اللغوية والنحوية. وهو منهج العلماء منذ القدم،  بكونه أسلوبا علميا ضروريا في فهم القرآن الكريم.

وما وصلنا إليه من النتائج بهذه الدراسة من مخالفة ما توارثنا عبر التاريخ وتوجيه الإنتقادات إلى بعض العلماء لم يكن بأمانينا أو مجرد التعصب للرأي، ولكنها حقائق علمية واضحة أنطقنا القرآن بها والسنة الصحيحة.

ويمكن أن نوجز هذه الحقائق على النحو التالي:

  1. لقد ألغى الإسلام العبودية الموروثة من التاريخ ومن المجتمع الجاهلي فكريا ومؤسسيا بمبادئه الملائمة لكرامة الإنسان بأن وضع نظاما خاصا بالأسرى.
  2. ما نجده في المصادر الأساسية مثل كتب الحديث والسيرة من التطبيقات المتعلقة بالعبودية التي تعود إلى عهد النبي صلى الله عليه وسلم هي ما توارثه المسلمون من الجاهلية قبل الإسلام. لم يقم الإسلام بتأصيل العبدودية البتة، بل وضع مبادئ تهدف الحصول على حريتهم وإنهاء العبودية تماما.
  3. نظام الأسرى الذي وضعه الإسلام يحرم الأسر بهدف الغنيمة دون كسر شوكة العدو وتدمير أهدافه الإستراتيجية. ومع ذلك فإنّه شرع الأسر في حال اقتضائه نتيجة حرب مشروعة، وأمر أن يُطلع سراحهم بعد إنتهاء الحرب منّاً أو مقابل فدية. ولم يأذن في استرقاقهم أو قتلهم؛ وكذلك حرم الاستمتاع من الأسيرات إلا بالنكاح الصحيح. (فلا يجوز مخالفة ما جاء في القرآن الكريم من الأمر بأن يطلق سراح الأسرى منا أو مقابلة فدية، وكذلك لا يجوز الاستغلال الجنسي للأسيرات بدون النكاح)
  4. العبودية التي تعني التألُّه على الناس ويندد بها الإسلام لا يمكن أن تكسب المشروعية بأي حال من الأحوال.
  5. لا يجوز استرقاق الأسيرات – الجواري – وكذلك لا يجوز حبسهن لمدة طويلة. لأن الإسلام قد فتح لهن طرق الحرية بتصريف الزكاة لهن وبالمكاتبة لمن أرادت ذلك وأمر بعتق رقبة في الكفارات مثل كفارة اليمين والظهار وأحل نكاح الإماء من المسلمات ومن  أهل الكتاب.
  6. لا يجوز الاستمتاع من الجواري عن طريق الاسترقاق أو السبي. الطريق الوحيد للإستمتاع هو النكاح المشروع. وقد بين القرآن الكريم شروط نكاحهن. فلا يجوز نكاحهنّ إلا لمن لا يستطيع أن ينكح المحصنات. ولا يجوز نكاح الأمة على الحرة لتصبح ضرة لها. ويمكن للرجل أن ينكح جاريته كما يجوز له أن ينكح من جواري الآخرين. وكذلك المرأة المسلمة يمكن لها أن تتزوج من مملوكها، ويُطلب موافقة الجارية في صحة النكاح.
  7. الجواري اللائي أسلمن بعد أن وقعن في الأسر يعاملن كالمسلمات الحرائر تماما، ويجب عليهن ما يجب على المسلمات من اللباس.
  8. ولا يجوز أن تكون الأسيرات موضوعا للاستثمار التجاري والمسلمات بوجه خاص. ويجوز القيام بعمليات نقل  الملكية من أجل تأمين الحصول على الفدية لمن له حق التصرف عليها. ولكن إستمرار عملية النقل يؤدي إلى إسترقاق الأسيرات وهو من أكبر المحرمات.
  9. كل واحد مأمور بأن يعبد الله وحده، لكنّه حر في قبول الدين فلا يكره عليه، وله أن يعيش حسب ما يدين به. لا يجوز استرقاق الأسير وله حقوق؛ وعلى رأسها حريته الدينية، مثل الآخرين من أفراد المجتمع الذي يعيش فيه ما عدا حلات إستثنائية.
  10. لا يخلو الزمن من الجواري لأنّ الحرب لا تنقطع  حتى تقوم الساعة. والجواري هنّ الأسيرات حيث لا يجوز استرقاقهن ولا استغلالهنّ جنسيا.

والهدف من هذه الحقائق الموجزة هو الوصول إلى النتائج التالية:

أ‌. القضاء على الشكوك التي انتشرت حول الإسلام والتي من شأنها إضعاف الإيمان نتيجة الوهم القائل بأن الإسلام يقبل استرقاق الأسيرات والإستغلال الجنسي لهن.

ب‌.                    علينا أن نفهم أنّ الاجتهادات التي قام بها علماء الإسلام عبر التاريخ هي آراء وأفكار  ليست ملزمة إلا لأصحابها، فلا تتجاوز عن كونها وسيلة تساعد في فهم الإسلام، وليست هي عين الإسلام. وأن نفهم أنه ليس من واجبنا الدفاع عن كل ما هو تقليدي.

ت‌.                    أن نفهم الإسلام من خلال استيعاب معاني كلمات القرآن الكريم والمناسبات بين الآيات ومتابعة السنة والوقوف على المقاصد الشرعية.

ث‌.                    ومن الضروري أن نفرق بين الأسر والرّقّ؛ وذلك بإستيعاب معاني المصطلحات الهامة الواردة في القرآن الكريم مثل: “العبد، والأمة وما ملكت الأيمان والرقبة”. وكذلك فهم الآيات المتعلقة على وجه صحيح. وعلى هذا النحو يمكن تقديم نظام الإسلام في الأسر الذي ألغى العبودية والإستغلال الجنسي للجواري. وهو نظام يظل باقيا حتى تقوم الساعة.

ج‌.                     رفض التطبيقات وممارسة الاستغلال الجنسي على الإنسان الحر الفقير العاجز عن الدفاع عن نفسه باسم الحداثة. وهي تطبيقات وممارسات بعيدة عن تعاليم القرآن الكريم والسنة من الناحية المادية والمعنوية والتي يأبى الإسلام تطبيقها على العبيد فضلاً عن الأسرى.

ح‌.                     الإعلام أن الإسلام يرفض العبودية التقليدية كما يرفض العبودية الحديثة التي تحمل نفس الروح التقليدية.

موضوع الجواري –  اللائي استعبدن وكُنَّ عرضة للاستغلال الجنسي- قد خطر على بالي بعد أربع وعشرين سنة من نشر كتابي “الحياة الجنسية في الإسلام”. ونرى جديرا أن نذكر أن هذا إنعكاس للوعد الإلهي الذي جاء في قوله تعالى: «وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ» (العنكبوت، 29 / 69).

وأسأل الله العلي القدير أن يحفظ لهذا الكتاب قيمته على مر الزمن. وأقدم خالص شكري إلى فضيلة أ. د. عبد العزيز بايندر وفريقه في وقف السليمانية، على ما قدموا  من الاهتمام البالغ. وقد شجعوني بدراساتهم العلمية التي هي بمثابة الثورة العلمية. وكذلك ما قدموا من الانتقادات الإيجابية التي ساهمت في جودة هذا العمل. كما أشكر فضيلة أ. د. إبراهيم كافي دونمز وأخي  وصديقي الفاضل  أ. د. متين يورداغور.

وإذا وفقنا في إنجاز هذا الكتاب فهو من كرم الله تعالى وتوفيقه كما وفقنا لإنجازات سابقة، وله الشكر والحمد على ما وفقنا لصالح الأعمال.

علي رضا دميرجان. محرم 1432 / ديسمبر 2010.

تمت هذه الترجمة وفقا للطبعة الثانية التي قام بطبعها ونشرها الأنصار للطباعة والنشر. فلهم الشكر الجزيل وفائق الاحترام.

التعليقات

  • لا يوجد جواري في الاسلام تم تحريف معاني الكلمات في القران
    الاحاديث و الروايات و التفاسير مجهودات بشرية يحتمل الخطا و الدس و الصواب
    توضيح أن ما جاء في كتب التراث من أن ملك اليمين هم أسرى الحرب وما أطلقت عليه الموروثات السبايا من الحرب، هو أمر لم يرد في القرءان الكريم بل هو من الإضافات البشرية وليس عليه دليل من القرءان. فليس هنا علاقة بين ملك اليمين وأسرى الحرب.

    أما ما جاء في مصير أسرى الحرب في النص القرءاني فهو شيئين لا ثالث لهما بعد نهاية الحرب:
    – المَن عليهم وإطلاق سراحهم بدون مقابل.
    – قبول فديةٍ ما مقابل إطلاق سراح الأسرى.
    ما بالك يالنساء و اولاد الاسير ؟
    ما معنى قوله تعالى ((ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا))؟
    http://www.ejaaba.com/t-128012.html
    ما معنى ملك اليمين في القران الكريم ؟
    http://www.ejaaba.com/t-128129.html
    ما المقصود في القران (الحر بالحر والعبد بالعبد) و(عبدا مملوكا )و (عبادكم وامائكم)؟
    http://www.ejaaba.com/t-128131.html
    هل يوجد رق و عبيد و جواري في الاسلام ؟ وما معنى فك او تحرير رقبة؟
    http://www.ejaaba.com/t-128130.html

  • شكرًا على ما تقدم في البحث الشيق لكن ما هو للتفسير لهذه الآيات علما انه كثرت التفاسير الحديثة وبعضها لا يُقبل بها فنرجو من الله ان يجعل الجواب الشافي من عندكم..

    : وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ [المؤمنون(5-6)].

    : [وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُوا فِي اليَتَامَي فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَي وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَي أَلاَّ تَعُولُوا ] (النساء:3).

    • لا ينبغي النظر إلى الآية منفردة بل لا بد من النظر في سياقها وفي الآيات المتلقة بالموضوع بحيث يتم شرح الايات بعضها ببعض. وقد بين الله تعالى أصول تفسير كتابه في افتتاحية سورة هود بقوله تعالى {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ. أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ} (هود، 1_2)

      فلا يجوز تفسير الآية بمعزل عن الآيات ذات العلاقة، ولو نظرنا في الآيات التي تحدد علاقة الرجل بالمرأة فإنها لا تبيح ذلك إلا في عقد النكاح الصحيح.

      والقرآن الكريم يصف المؤمنين في الآية التي ذكرتها في سؤالك أنهم {لفروجهم حافظون إلا على ازواجهم أو ما ملكت أيمانهم}. وينبغي أولا أن نبين أن الزوجة أحلت لزوجها بعقد النكاح وكذلك ملك اليمين أحلت لسيدها بعقد النكاح أيضا. والسؤال الذي يتبادر؛ لماذا فرق القرآن إذن
      بين الزوجة وملك اليمين في الآية بالرغم من كون كل واحدة تحل للرجل بعقد النكاح؟ بمعنى لماذا لا تسمى كلاهما زوجة؟

      والحق أن لفظ الزوجة يُطلق على الحرة دون الأمة، ولأنه لا يصح الجمع بين الحرة والأمة ذكر التفريق في الآية بقوله تعالى {إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم} ولو كانت الآية {إلا على أزواجهم} فقط لفهم العربي صاحب السليقة اللغوية أن عقد النكاح على الامة غير جائز؛ لأن العربي لا يسمي الامة المعقود عليها زوجة، والقرآن نزل بلغتهم وهو يراعي ما تعاهدوه من الكلام. لذا ذكر في الاية {أو ما ملكت أيمانهم} لبيان المعقود عليها من الإماء.

      ثم ننظر إلى تشريع نكاح الأمة في قوله تعالى {وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ} (النساء، 25) والآية واضحة في إيجاب النكاح بحق الأمة كما هو بحق الحرة، وكان الشرط جليا في الآية بعدم نكاح الامة إلا في حال تعذر نكاح الحرة، فنكاح الامة قد شُرع للضرورة، والضرورة تندفع بكناح أمة واحدة، وفي الآية رد واضح على من قال بجواز الاستمتاع من الأمة دون عقد النكاح، كما ان فيها ردا واضحا على من قال بجواز تعدد الائماء عند الرجل الواحد، كما أنها تبين بوضوح عدم جواز الجمع بين الحرة والأمة.

      لذا لا يصح أن نفهم قوله تعالى في الايتين اللتين ذكرتهما بدون النظر في التفصيل الوارد في 25 من سورة النساء.
      أما الآية الثانية {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا} (النساء، 3) فإنها تبين أيضا أنه لا يصح نكاح الأمة مع القدرة على نكاح الحرة، كما أنه لا ينبغي أن نغفل قوله تعالى {فانكحوا} وهذا اللفظ يتعدى إلى كل من ذُكرن في الآية سواء كن حرائر أو إماء والتقدير ( فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَانكحوا وَاحِدَةً أَوْ انكحوا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ) ولا بد أن تكون ما ملكت أيمانكم واحدة أيضا لأن الآية تتحدث عن عدم القدرة فلا يمكن أن يُفهم منها التعدد. كما أن الآية 25 من سورة النساء تبين بوضوح عدم جواز نكاح أكثر من أمة.

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.