حبل الله
2.   الطرق الصوفية

2. الطرق الصوفية

2.     الطُّرق الصُّوفيَّة :

الطُّرقُ الصُّوفيَّةُ هي مجموعاتٌ مُنظَّمةٌ تمتلكُ التَّكايا والزَّوايا، ولكلِّ مجموعةٍ منها زعيمٌ روحيٌّ يُسمَّى بشيخ الجماعة، يرى المُتصوِّفون أنَّ الشَّيخَ وسيطةٌ بين الله وبين العباد، وبابٌ من أبواب الله تعالى.[1] ويتمُّ الانتسابُ إلى الطَّريقة الصُّوفيَّة بـ “البَيْعة”. فيكونُ الشَّيخُ قد تكفَّلَ المُريدَ في سبيل الله.

إنَّهم يرون أنَّه لا خلاصَ إلَّا بالانتساب إلى إحدى الطُّرق الصُّوفيَّة.[2] والشَّيخُ هو وكيلُ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم[3] ومعصومٌ[4] والأبُّ الرُّوحانيُّ للمُريدين.[5]

وهذه الآراءُ تُخالفُ القُرآنَ الكريم، فالطُّرقُ الصُّوفيَّةُ قد تشكَّلتْ بعيداً عن القرآن، وهي التي مهَّدتِ الطَّريقَ نحو الثيوقراطيَّة، تماماً كما فعلتْ الكنائسُ التي بنتْ عقائدَها وأفكارَها بعيداً عن الإنجيل الحقيقيِّ. لقد كانتِ الأفكارُ الصُّوفيَّةُ مُتداولةً بين الصُّوفييِّن عبر العصور، أمَّا اليوم فقد تسرَّبتْ أفكارُهم لتُحيطَ جميعَ الأوساط الإسلاميَّة.

وبالرَّغم من كون الطُّرق الصُّوفيَّة جماعاتٍ مُنظَّمةً إلَّا أنَّها لم تبلغْ درجةَ الكنيسة، كما لم تكن هناك دولةٌ قد دخلتْ تحت أمر شيخٍ من شُيوخ الطُّرق الصُّوفيَّة ولن يكونَ ذلك ما دام القرآنُ الكريمُ بين أيدينا وفي حياتنا.

هناك مآخذُ كثيرةٌ على الطُّرق الصُّوفيَّة سواءً في الاعتقاد أو العبادة، لكنَّها ستزولُ إذا قامَ المُسلمون بتعلُّم دينهم على ضَوْء القرآن الكريم بعيداً عمَّا ورثوه من آبائهم.



[1]انظر: الأخلاق الصوفيَّة، لكودكو، إستانبول، 1982 د. 2 / ص. 183-185.

[2]انظر: الأخلاق الصوفيَّة، لكودكو، إستانبول، 1982 د. 2 / ص. 183.

[3]الأسئلة والأجوبة في التصوُّف الإسلامي، لحسن يلماز، إستانبول، 1986. ص. 494.

[4]انظر: الأخلاق الصوفيَّة، لكودكو، إستانبول، 1982 د. 2 / ص. 5.

[5]انظر: الأخلاق الصوفيَّة، لكودكو، إستانبول، 1982 د. 2 / ص. 247.

أضف تعليقا

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.