حبل الله
حكم تطويل الشعر للنساء

حكم تطويل الشعر للنساء

السؤال: زوجي يحب الشعر الطويل, هل يجوز وصل شعري كي لا ينظر زوجي للخارج مع العلم اني متحجبة اي فقط لزوجي افيدوني , وشكراً.

الاجابة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
الأحاديث التي وردت في النهي عن الوصل كثيرة ، ومجموع الإحاديث يشير إلى أن الوصل محرم بشعر الانسان سواء أكان شعره أم شعرغيره والعلة في تحريم الوصل بشعر الادمي هو أنه لا يجوز الأنتفاع بما انفصل عن الادمي لأن فيه ابتذالا واهانة له فكان من تكريم الآدمي تحريم الانتفاع بجزء منه اذا انفصل عنه، يقول الجصاص بعد ذكر الحديثَ " لَعَنَ اللَّهُ الْوَاصِلَةَ ": وَهِيَ الَّتِي تَصِلُ شَعْرَ غَيْرِهَا بِشَعْرِهَا ، فَمَنَعَ الِانْتِفَاعَ بِهِ، وَهُوَ مَعْنَى مَا دَلَّتْ عَلَيْهِ الْآيَةُ « ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ» يَعْنِي أَنَّهُ جَعَلَ لَهُ قَبْرًا ". ويفهم من هذا أن المكان الطبيعي لما ينفصل عن الانسان هو القبر وليس الانتفاع به.
أما ما تصل به المرأة شعرها من غير شعر الآدمي كالحرير والصوف وغيره فلا بأس به إن خلا من التزوير والفتنة وهما منعدمان في حالة المرأة لزوجها وهو لا يعدو كونه مما أحل الله من الزينة، يقول ابن حجر في فتح الباري: ذَهَبَ اللَّيْث وَنَقَلَهُ أَبُو عُبَيْدَة عَنْ كَثِير مِنْ الْفُقَهَاء أَنَّ الْمُمْتَنِع مِنْ ذَلِكَ وَصْل الشَّعْر بِالشَّعْرِ، وَأَمَّا إِذَا وَصَلَتْ شَعْرهَا بِغَيْرِ الشَّعْر مِنْ خِرْقَة وَغَيْرهَا فَلَا يَدْخُل فِي النَّهْي، وَأَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ بِسَنَدٍ صَحِيح عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر قَالَ : لَا بَأْس بِالْقَرَامِل ؛ وَبِهِ قَالَ أَحْمَد وَالْقَرَامِل جَمْع قَرْمَل بِفَتْحِ الْقَاف وَسُكُون الرَّاء نَبَات طَوِيل الْفُرُوع لَيِّن، وَالْمُرَاد بِهِ هُنَا خُيُوط مِنْ حَرِير أَوْ صُوف يُعْمَل ضَفَائِر تَصِل بِهِ الْمَرْأَة شَعْرهَا.وقد ذكر النسائي رواية عن السيدة عائشة رضي الله عنها نحو هذا.
وَيقَولَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ النَّهْيُ مُخْتَصٌّ بِالْوَصْلِ بِالشَّعْرِ، وَلَا بَأْسَ بِوَصْلِهِ بِصُوفٍ أَوْ خِرَقٍ، وَغَيْرِ ذَلِكَ. وقَالَ الْقَاضِي: وَأَمَّا رَبْطُ خُيُوطِ الْحَرِيرِ الْمُلَوَّنَةِ وَنَحْوِهَا مِمَّا لَا يُشْبِهُ الشَّعْرَ فَلَيْسَ بِمَنْهِيٍّ عَنْهُ لِأَنَّهُ لَيْسَ بِوَصْلٍ، وَلَا لِمَعْنًى مَقْصُودٍ مِنْ الْوَصْلِ، وَإِنَّمَا هُوَ لِلتَّجَمُّلِ وَالتَّحْسِينِ.

والله أعلم بالصواب

أضف تعليقا

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.