السؤال:
هل جَلَد رسولُ الله ﷺ حَمنة بنت جحش؟
الجواب:
حمنة بنت جحش هي أخت أم المؤمنين زينب بنت جحش، وقد ورد اسمها (حمنة) في قصة حادثة الإفك، حيث اتُّهمت السيدة عائشة رضي الله عنها ظلمًا.
جاء في بعض الروايات أن حمنة تأثرت بكلام أهل الإفك، وربما شاركت بقولٍ فيه إيذاء للسيدة عائشة، وهذا بسبب غيرتها لأختها (زينب بنت جحش، زوجة النبي).
نص الرواية:
“جلَد النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ حسّانَ بنَ ثابتٍ وعبدَ اللهِ بنَ أُبيٍّ ومِسطحًا وحَمنةَ بنتَ جحشٍ كلَّ واحدٍ ثمانين جلدةً، ثم تابوا غيرَ عبدِ اللهِ بنِ أُبيٍّ فإنه مات على نِفاقِه” (رواه الترمذي وغيره)
والراجح ضعف هذه الرواية سندا ومتنا عند أهل الاختصاص. يقول ابن القيم في “زاد المعاد” : أنها لم تُجلد، لأن النبي ﷺ لم يكن ليقيم الحد على أحد إلا بعد شهادة أربعة شهود أو اعتراف، وهو لم يحصل في حالة حمنة.
تنبيه:
المسلم الحق هو الذي لا يتتبع أخطاء السابقين بل يتبع قول الله تعالى في التعامل مع السابقين:
﴿تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ، لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ، وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [البقرة: 134]
ونقول فيهم ما قال الله تعالى:
﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ﴾ [الأحقاف: 16]
سورة النور نزلت بعد حادثة الإفك، وقد تحدد عقاب الزناة والذين يرمون المحصنات في تلك السورة .وحادثة الإفك حصلت قبل نزول السورة. فهل يأمر الله تعالى رسوله بأن يعاقب الذين تكلموا وهم لا يعلمون أن للكلام عقوبة؟! لا أعتقد ذلك، بل بعد نزول الآيات تعاقب الناس إذا تكلمت أو زنت؛ لأنها تعلم الآن النهي.. والله اعلم