حبل الله
هل الطواف بالكعبة واستقبالها في الصلاة يشبه الوثنية؟

هل الطواف بالكعبة واستقبالها في الصلاة يشبه الوثنية؟

السؤال:

بعضُ الملحدين ينتقدون المسلمين قائِلِين: “أنتم تنتقدون الوثنيّة، لكنكم تصلون تجاه الكعبة وتدورون حولها، فما الفرق؟

فما هو الرد على هذا الزعم؟

الجواب:

يُطرح هذا السؤال كاتهام بأن طواف المسلمين حول الكعبة ما هو إلا صورة من صور الوثنيّة (أي عبادة الحجر).

ويمكن الرد على هذا الادعاء كما يلي:

  1. الكعبة ليست صنمًا، ولا تمثل حلولا للإله فيها، فالمسلم لا يعبد حجارة الكعبة، بل يستقبلها في صلاته كما أمره الله تعالى، ويطوف حولها كجزء من عبادة الحج والعمرة امتثالا لأمر الله تعالى بالطواف.
  2. الطواف مأمور به في القرآن الكريم، وقد فعله نبينا الكريم وصحابته امتثالا لأمر الله تعالى، وهذا يُبيِّن الفارق الجوهري بين طواف المسلمين وطقوس الوثنيّة التي تقدّس الأصنام لذاتها على اعتبار أنها تحمل خصائص فوق بشرية تقربهم إلى ربهم الذي يعتبرونه بعيدا عنهم لا يمكن الوصول إليه إلا عبر الصنم (المعبود من دون الله تعالى).

الأدلة من القرآن الكريم التي تؤكد أن استقبال الكعبة في الصلاة والطواف حول الكعبة ليس شركًا ولا عبادةً لحجر، بل عبادة لله وحده، وأنهما من شعائر التوحيد التي أمر بها الله عز وجل:

1_﴿وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ ‌مَكَانَ ‌الْبَيْتِ ‌أَنْ ‌لَا ‌تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴾ [الحج: 26] 

في هذه الآية أمر اللهُ نبيَّه إبراهيم ببناء الكعبة، ونهى عن الشرك في ذات الموضع، فدلّ على أن الطواف عبادة خالصة لله، وليست عبادة للكعبة.

2_ ﴿ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا ‌بِالْبَيْتِ ‌الْعَتِيقِ﴾ [الحج: 29] 

سمّى الله الكعبة “البيت العتيق”  أي القديم المحترم، وأمر بالطواف به كنسك، لا كعبادة للبيت نفس. فالطواف بالبيت عبادة لا تكون إلا لله، وليس للكعبة قدسية ذاتية، بل هي مشرفة بأمر الله تعالى.

3_ ﴿‌فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ ‌فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ﴾ [البقرة: 144] 

في هذه الآية يأمر الله تعالى نبيه الكريم والمسلمين بأن يستقبلوا الكعبة في صلاتهم، ولذلك فإن استقبالها للصلاة يكون امتثالا لأمر الله تعالى وتعظيما لقوله وليس عبادة للكعبة.

خلاصة الرد على من يتهم المسلمين بالوثنية بسبب الطواف:

  1. المسلمون لا يعبدون الكعبة، بل يستقبلونها في صلاتهم ويطوفون حولها في حجهم وعمرتهم طاعة لأمر الله.
  2. لا تشابه مع الوثنيّة، لأن المسلمين لا يعتقدون أن الكعبة ذات صفات إلهية أو أنها ذات قوة خارقة، بل هي مسجد مقدس ومكان جعله الله تعالى وجهة للمؤمنين منذ أن وجد الإنسان على الأرض [آل عمران: 96] .
  3. الأدلة من القرآن الكريم كثيرة على أن الطواف من شعائر التوحيد، لا الشرك.

 

أضف تعليقا

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.