حبل الله
كيف يقنع الزوج زوجته بارتداء الحجاب؟

كيف يقنع الزوج زوجته بارتداء الحجاب؟

السؤال:

الرجل المتزوج من امرأة غير محجبة و يريد منها الالتزام بالحجاب، ماذا يفعل معها؟ هل يعطيها حقوقها الشرعية و يعاملها معاملة حسنة وبمحبة ويكون هينا لينا معها أم يهجرها و يقاطعها مؤقتا حتى تلتزم بالحجاب ويكون حازما معها؟

الجواب:

هذا السؤال مهم لكثرة الأمثلة عليه، وسأجيب عليه _إن شاء الله تعالى_ بشيء من التفصيل:

علينا أن نتذكر دائما أن هدف الإسلام الأول هو الهداية لا الإذلال. فقد دعا إلى الحكمة والموعظة الحسنة في كل تعليم دعوي أو تعديل سلوكي. قال الله تعالى:

﴿ادْعُ إِلَى ‌سَبِيلِ ‌رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾ [النحل: 125]

وقبل البدء بالإجابة لا بد من التنويه إلى أن المقصود باللباس الشرعي هو ما يستر بدن المرأة كاملا عدا الوجه والكفين، أما غطاء الوجه (النقاب) فليس مطلوبا شرعا، وإنما هو عرف اجتماعي عند بعض المجتمعات وليس أمرا دينيا[1] .

وإليك خطوات عملية تساعدك:

  1. الدعوة بالأسلوب الحسَن وبإظهار الرفق والرحمة وبيان أن الحجاب هو أمر الله تعالى وليس أمري الشخصي. فهذا يجعل الزوجة أكثر تقبلا للأمر لأنه فوق رغبة الزوج الخاصة، بل هو أمر إلهي، وما الزوج إلا مذكر. قال الله تعالى:

﴿ ‌فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى. سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى﴾ [الأعلى: 9-10] 

  1. عشّ القدوة الحسنة، فسلوكك ومعاملتك الأخلاقية لها أثر أكبر من محاضرة طويلة. أظهِر خشيتك لله؛ صلاةً أخلاقًا ورأفةً، فهذا يفتح القلوب. قال الله تعالى في حق نبيه وتأثيره على قومه:

﴿‌فَبِمَا ‌رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾ [آل عمران: 159] 

  1. أحسن إليها وأعطها حقوقها كاملة، فواجبك أن تعاشرها بالمعروف وتؤدي حقوقها المادية والمعنوية وإن أصرت على رأيها. قال تعالى: ﴿ ‌وَعَاشِرُوهُنَّ ‌بِالْمَعْرُوفِ﴾ [النساء: 19] 

فالإحسان في المعاشرة يساعد كثيرًا على قبول النصيحة.

  1. نقاش هادئ مع تقديم أدلة رفيقة

إذا كانت لديها أسئلة شرعية، اقترح قراءة مشتركة للآيات التي تتحدث عن لباس المرأة المسلمة [النور: 31] [الأحزاب: 59] قال الله تعالى:

﴿إِنَّ ‌هَذَا ‌الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ﴾ [الإسراء: 9] 

كما يمكنكما الاستعانة بعالم موثوق تحترمانه معًا، يبين المسألة ويزيل الإشكال في الفهم إن وجد. قال الله تعالى:

﴿فَاسْأَلُوا ‌أَهْلَ ‌الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النحل: 43] 

  1. الدعاء والصبر

الدعاء لزوجتك وخاصة في الخلوات وعقب الصلوات، والدعاء بصوت منخفض وباستمرار له أثر كبير. كما أن الصبر مهم لأن الهداية قد تأخذ وقتًا.

﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي ‌أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: 60] 

  1. لا للعنف النفسي والجسدي أو الإهانة أو الإكراه

منع الحقوق أو العنف الجسدي والنفسي أو الإهانة لا تُنتج هداية أبدا، بل قد تُوقِع ضررًا أكبر، لهذا منع الله تعالى الإكراه في الدين مطلقا:

﴿لَا ‌إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ﴾ [البقرة: 256] 

  1. لا ينبغي أن يكون الطلاق خيارا إذا أصرت الزوجة على رأيها، فهذا ليس مطلوبا شرعا، بمعنى آخر لا يصح أن يكون التهديد بالطلاق وسيلة لإجبارها على الحجاب، لما ذكرنا من تحريم الإكراه في الدين

الخلاصة:

_الحقوق الشرعية تُعطى كاملة مهما اختلفت قناعات الزوجة.

_الهداية لله وحده، لكن الزوج مسؤول عن نصحها بالرفق والتعليم والدعاء.

*وللمزيد حول الموضوع ننصح بالاطلاع على الفتاوى المتعلقة:

إجبار الفتاة على الحجاب

هل يُلزم الزوج زوجته الكتابية على اللباس الشرعي؟

هل الزوج يُحاسَب على خلع زوجته لحجابها؟

الدَّليل من القرآن الكريم على وجوب غطاء الرَّأس للمرأة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1]  انظر فتوى: النقاب (غطاء الوجه) ليس واجبا على المرأة المسلمة

 

أضف تعليقا

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.