السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، جزاكم الله ألف خير.. حقاً كانت تنتابني الكثير من الشكوك والوساوس (أستغفر الله العظيم) إلى أن وقعت في موقعكم، على الرغم من أني بدأت بقراءة تفسير القرآن من علماء وشيوخ كبار مثل السعدي رحمه الله، لكن عندما وصلت إلى سورة الرحمن والواقعة كان تفسيره لحور عين كباقي الشيوخ أنها من نعيم الرجال دون النساء، أتمنى تنصحوني بكتب أو برامج لقراءة التفسير من مصادر موثوقة وجزاكم الله ألف خير.
الجواب:
وعليكم سلام الله ورحمته وبركاته، إن الشكر لله تعالى و ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ﴾.
قبل الإجابة عن السؤال نوجه نظر السائل الكريم إلى أن تعبير (تفسير القرآن الكريم) وعلى الرغم من شيوعه إلا أنه ليس مطلوبًا منا ولو كان كذلك لكان أولى الناس به هو الرسول الكريم الذي قال تعالى له: ﴿فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ. ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ﴾ القيامة (18: 19)
فقد خص الله تعالى نفسه بيان وتفصيل وتفسير كتابه، كما جاء في قوله: ﴿وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ يونس (37) وقال: ﴿وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ﴾ الأنعام (126)
وقد وصف كتابه بقوله: ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾ القمر (17) الأنعام (126) وقوله: ﴿أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا…﴾ الأنعام (114) وقوله: ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ﴾ النحل (89)
وإن قيل فإن كان القرآن بشهادة من أنزله ميسرًا ومفصلًا ومبينًا، فما واجب المؤمن تجاهه؟ وماذا إن عجز العقل عن فهم بعض آياته؟ وما فائدة علم التفسير؟
يجيب علينا سبحانه في أمره لرسوله:
﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا﴾ المزّمّل (4) وقوله: ﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ…﴾ العنكبوت (45)
وفرق بين تفسير القرآن وبين تلاوته وترتيله، وهذا هو الخطأ الكبير الذي وقع فيه أكثر المفسرين حين بذلوا جهدهم في محاولاتهم تقديم تفسيراتهم من عند أنفسهم ﴿إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ﴾ وكان الأولى بهم أن يصرفوا هذا الجهد في تلاوة وترتيل ما فسره رب العالمين الذي قال: ﴿وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا﴾ الفرقان (33)
ونحن لا ننكر علم التفسير – مع تحفظنا على المسمى – ولا نستطيع جحد فضل بعض العلماء والمفكرين في هذا المجال سواء القدامى منهم والمحدثين، ولكننا في الوقت نفسه لا نستطيع أن نُقدم للسائل الكريم أو ننصحه بمصادر محددة؛ إذ أن أغلب كتب التفاسير – إن لم تكن جميعها – وإن كانت سخية في الكم لكنها شحيحة في الكيف، وإن قدمت فكرة بناءة فقد هدمت أمامها الكثير من الأفكار وصادرت الإبداع وحرية الفكر واحتكرت التأمل وأغلقت باب التدبر، وذلك في عدة جوانب منها:
- فقد جعلوا القرآن الكريم وكأنه كتاب طلاسم لا يفهم إلا من خلال التفاسير التي جعلت القارئ لكتاب الله تعالى ينظر إلى الآيات بنظرة مسبقة ومن ثَم حصر المعنى ووضعه في قوالب وأطر محددة لا يخرج عنها، وهذا لا يتفق مع معاني الكتاب التي لا تنضب مصداقًا لقوله:
﴿قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا﴾ الكهف (109).
- تحريف الكثير من معاني الآيات كما حدث في كثير من المسائل المتعلقة بحرية العقيدة والعلاقة مع غير المسلمين بقتالهم بهدف نشر الإسلام وأخذ الجزية منهم وكذلك المتعلقة بملك اليمين الذي أباحته التفاسير بدون نكاح وكمسألة حور العين التي جُعلت للرجال دون النساء وغيرها من الأمور التي افتريت على الله تعالى وعلى رسوله الكريم حيث نتج عنها الإساءة إلى عدله تعالى ورحمته بعباده.
- وضع كثير من آيات الكتاب في إطار الزمان والمكان وتقييدها بعصر التنزيل مما يوحي بأنها غير صالحة لزماننا فصارت لمجرد ترديدها باللسان لحصد الحسنات ونيل البركات؛ وقد نتج عن هذا هجر معانيه وتعاليمه وعدم الاحتكام إليه في أمور الدين والدنيا – والتي أصبح المسلمون يحتكمون فيها إلى الأحاديث والروايات المفتريات وهو ما سيشكو منه الرسول الكريم يوم القيامة مصداقًا لقوله تعالى:
﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا. يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا. لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا. وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا﴾ الفرقان (27: 30).
ولنضرب على ذلك مثالًا حيًا يوضح الفرق بين التفسير الذي يعتمد على التلاوة والترتيل أي المنهج الصحيح بتفصيل الكتاب من داخله، وبين التفسير الذي يعتمد على خارجه.
وذلك في تفسير كلمتي (التلاوة والترتيل) من وجهة نظر كتب التفاسير ومن وجهة كتاب رب العالمين.
فقد أعطيت لتلك الكلمات تفسيرات لا علاقة لها بتفسير الكتاب لها؛ إذ فسر أكثر المفسرين التلاوة على أنها مراعاة أحكام التجويد وأن الترتيل هو مرتبة من التجويد والتغني بالآيات.
ولو عدنا إلى الكتاب سوف نجد قوله تعالى لرسوله في مجال الدعوة إزاء المشركين: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ…﴾ المائدة (27) ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ﴾ الأعراف (175) وقوله: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ…﴾ يونس (71) ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ﴾ الشعراء (69)
لندرك أنه لا يعني بحال من الأحوال أن أمر الله بالتلاوة ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ…﴾ يقول لرسوله أن يقرأ تلك الأنباء على المشركين بأحكام التجويد مراعيًا قواعده من الإدغام والإظهار والمد وغيره؛ وإلا كان المعنى نفسه في قوله تعالى ﴿وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا﴾ الشمس (2) والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، كيف يتلو القمر!!
وكذلك وعلى حسب تفسيرهم فإن قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾ البقرة (121) يعني أن من لم يتل القرآن بأحكام التجويد لا يُعد ضمن المؤمنين به!
والأمر نفسه بالنسبة لكلمة الترتيل الذي أمر به الله رسوله في قوله: ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا. إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا﴾ المزّمّل (5) فإن كان الترتيل يعني تنغيم القرآن -حسب التفاسير – فكيف يرتل الله جل جلاله القرآن في قوله: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا﴾ الفرقان (32)؟!
ومن هنا ينبغي أن ندرك أن (التلاوة والترتيل) لهما معنى آخر حسب تفسير الكتاب:
- فالتلاوة تعني التتالي والتعاقب والتتبع، والتتالي يكون ماديًا ومعنويًا، فالمادي تحقق في مجيء القمر وتتبعه عقِب الشمس في قوله تعالى ﴿وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا﴾.
والمعنوي تحقق في توالي الأمور والأحداث أي تلا بعضها بعضًا، ونجده في جميع الآيات المتعلقة بتلاوة الرسول للقرآن بأنباء الرسل والأنبياء السابقين للتعقيب بذكر الله تعالى على الأحداث الجارية بتذكيريهم بأنباء قد سبقتها وتلاها القرآن ليعقب عليها ويبرز الحكمة والعبرة منها.
ولذا قال تعالى في وصف المؤمنين: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾ الأنفال (2)
أي أن المؤمن الحق هو الذي يُعقِّب ويتلو كل أمور حياته بآيات الله تعالى حسب ما يصيبه فيها ويهتدي بها كما كان يفعل الرسول الكريم الذي قيل على لسانه: ﴿وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ﴾ النّمل (92)
- وكذلك معنى الترتيل الذي يعني التنظيم والترتيب والتأني والنظر في سياق الأحداث وربطها بالآيات التي تتحدث عن نفس الموضوعات، وهي ما نسميها في وقتنا الحالي بالدراسة عن طريق البحث والتدقيق.
وهو ما فعله الله تعالى حين نزل القرآن مفرقًا ومتنوعًا في موضوعاته فنجد آياته تتنقل بين عدة سياقات لمسائل مختلفة في آن واحد في سورة واحدة ثم يعود ويكرر منها ما يشاء بأسلوب آخر وبسياق آخر ويكمل موضوعًا قد بدأه في مواطن أخرى.
لنجد الموضوع الواحد مذكور في أكثر من سورة، فعلى سبيل المثال نجد موضوع الطلاق وما يتعلق به من العدة والنفقة وغيرها من الأحكام المترتبة عليه جاء مفرقًا في سورة البقرة والنساء رغم وجود سورة باسم الطلاق والذي إن شاء جمعها كلها فيها.
وهذا ما قصده رب العالمين حين طالب المشركون الرسول بأن يُنزل عليه القرآن (جُمْلَةً وَاحِدَةً) فجاء الرد من رب العالمين ﴿كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا﴾ أي أنه تعالى رتله ونظمه ورتبه بهذا الشكل تثبيتًا لفؤاد رسوله ليكون في حالة تدبر دائمة، وإن أراد الفصل في مسألة فينبغي عليه ترتيل وتنظيم الآيات المتعلقة بذات الموضوع الواحد في كل سياقاته ومواطنه المباشر منه وغير المباشر.
ودعاه أن يترك الكسل والراحة حين ناداه بـــ ﴿يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ﴾ المزّمّل (1) لأن القول المُلقى عليه هو قول ثقيل محمل بكل المعاني والأحكام والتعاليم الصالحة لكل زمان ومكان: ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا. إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا﴾ وهو بالفعل ما قام به الرسول الكريم مع طائفة من المؤمنين والذي بينَّه تعالى في آخر السورة نفسها في قوله: ﴿إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ، وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ، فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ…﴾ المزّمّل (20)
وختامًا: ما نود قوله للسائل الكريم أن ﴿ذَٰلِكَ الْكِتَابُ…﴾ لم ولن يفسره كتاب آخر إن لم يعتمد على تفسيره على منهج الله تعالى الذي وضعه لرسوله المبني على قواعد التلاوة والترتيل بالمعنى الحقيقي.
مع التنويه، أن القارئ للقرآن لن يستشعر معانيه مادام لم يبحر بنفسه يتلو ويرتل في أعماق الآيات لينهل كنوز علمه ويتأدب بأدبه ويتخلق بخلق رسوله في البحث والتفكر والتدبر.
وسوف يجد نفسه في خلال بحثه قد تكشفت وتولدت له معان جديدة في كل مرة يقرأ فيها نفس الآيات وكأنها المرة الأولى، فالكلام الطيب كالشجر الطيب يؤتي ثماره في كل حين مصداقًا لقوله تعالى:
﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ. تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾ إبراهيم (24: 25)
وليس أطيب من شجرة زرعها لنا رب العالمين تؤتي ثمارها على أيدي من يحرثها ويسقيها.
وعلى قارئ القرآن أن يستعيذ بالله من الأفكار المضلة:
﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾ النحل (98)
وأن لا يعجل به ويدعو ربه أن يزيده من علمه:
﴿وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُه وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ طه (114)
فالأفكار كالثمار لا تنضج بين عشية وضحاها.
ومن الأفضل أن يشرك معه صاحب أو أكثر يتدبرون سويًا امتثالًا لقوله تعالى:
﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ، وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا﴾ الكهف (28)
وبالطبع لا مانع من الاستعانة بمن يثق فيهم من العلماء الراسخين شريطة عدم تقديس الأشخاص على حساب الحق – فليس شرطًا إن أعجبته فكرة أن يسلم نفسه لكل ما صدر من قائلها – فالخطأ وارد وكلنا بشر مادام القصد الوصول للحق.
وليكن على يقين أنه إن جاهد في تدبره فسوف يصل لمبتغاه مصداقًا لوعده تعالى:
﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ العنكبوت (69).
*وللمزيد حول هذا الموضوع ننصح بالاطلاع على مقالة أ.د عبد العزيز بايندر:
الأصول في تفسير القرآن بالقرآن – مفهوم المحكم والمتشابه والمثاني والتأويل
الباحثة: شيماء أبو زيد