حبل الله
عدم رغبة المسلمين في القتال يوم بدر

عدم رغبة المسلمين في القتال يوم بدر

لقد أمر الله المسلمين بالاستعداد للحرب، وأنزل من الآيات ما يُبيِّن الأحكام المتعلِّقة بها. وبحسب الوعد الذي تضمَّنته الآيات 1- 6 من سورة الرُّوم فقد جعل الله تعالى المسلمين يلتقون وجها لوجه مع جيش مكَّة. في هذه الحالة، إمَّا أن يمكِّن الله المسلمين من الفوز على جيش مكَّة في أعلى الوادي، أو يمكِّنهم من الانتقام من المشركين الذين أجبروهم على الهجرة بالسَّيطرة على القافلة. لكنَّ الله تعالى أراد أن يحارب المسلمون جيش المشركين ليفوزوا بمكَّة لا بالقافلة. علمْنا هذا من الآية التَّالية:

﴿وَإِذْ يَعِدُكُمُ[1] اللّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتِيْنِ[2] أَنَّهَا لَكُمْ، وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ[3] تَكُونُ لَكُمْ، وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ[4]. لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ﴾ (الأنفال 8/ 7- 8)

لقد أراد الله تعالى أن يحارب المسلمون جيش قريش حتى يدخلوا مكَّة فاتحين، لكنَّ بعضا من المسلمين خرج لتعقُّب القافلة على خوف، فكيف لو علموا أنَّهم خارجين لملاقاة جيش مكَّة؟. والآية التَّالية تُنْبئُنا بذلك:

﴿كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ[5]، وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ. يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ﴾ (الأنفال 8/ 5- 6)

إذا نظرنا إلى الرَّوابط بين الآيات المتعلِّقة، يظهر لنا أنَّ التكرار في كلمة “الحقِّ” الواردة في الآيتين يشير إلى فرحة المؤمنين في اليوم الذي يغلب فيه الرُّومُ فارسَ.

والتَّعبير “كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ” يدلُّ على أنَّ نبيَّنا قد شكَّل جيش بدر وقاده إلى هناك حيث وقعت المعركة بأمر الله تعالى.

على الرُّغم من هذه الحقيقة الواضحة، لم يستطع المسلمون _الذين واجهوا صعوبة حتَّى في متابعة القافلة_ تحمُّل نفقات الحرب. لكنَّ الله تعالى قد أنزل العديد من الآيات التي تشدُّ من عزيمة المسلمين لجعل وعده في ذلك اليوم حقيقة.

*ما سبق جزء من مقالة أ.د عبد العزيز بايندر ( معركة بدر والقدر ) ولقراءة المقالة كاملة يرجى الضغط على العنوان.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] الوعد الوارد في سورة الرُّوم، في الآيات 1- 6

[2] الطائفتان هما، جيش مكَّة وقافلة أبي سفيان

[3] غير ذات الشوكة تعني الضَّعيفة، وهي قافلة أبي سفيان.

[4] يقطع دابر الكافرين بهزيمة جيش قريش ودخولهم مكة فاتحين.

[5] كان ذلك في اليوم الذي سيتحقق فيه وعد الله بالنصر الوارد في سورة الرُّوم

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.