حبل الله
عدة المرأة التي توفي زوجها قبل الدخول

عدة المرأة التي توفي زوجها قبل الدخول

السؤال:

هل يوجد عدة للمرأة التي تم العقد عليها وقبل الدخول توفي زوجها؟ أعلم أن المطلقة قبل الدخول لا عدة عليها بنص القرآن، فهل تقاس المسألة الاولى عليها؟

الجواب:

المرأة التي عُقِد عليها ثم توفّي زوجها قبل الدخول تجب عليها العِدّة لعموم قول الله تعالى:

﴿وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ ‌وَيَذَرُونَ ‌أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا ﴾ [البقرة: 234] 

الآية تقول: “أزواجًا”وهذه المرأة زوجةٌ شرعًا بمجرد العقد، ولو لم يحصل دخول. فالعدّة واجبة عليها.

وقد اتفق فقهاء المذاهب الأربعة عل هذا الرأي عموما[1].

أما عدم اعتداد المطلقة قبل الدخول فقد ثبت بقوله تعالى:

﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ ‌عِدَّةٍ ‌تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا﴾ [الأحزاب: 49] 

وفي هذه الآية تخصيص للعام الوارد في الآية 234 من سورة البقرة، فلا يقاس عليه، أي أن الحكم الوارد في الآية 49 من الأحزاب فرع لا أصل.

وقوله تعالى “إِذَا نَكَحْتُمُ” ثم قوله “ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ” يدل صراحة على أن المرأة تصبح زوجة الرجل بمجرد العقد عليها.

*وللمزيد حول الموضوع ننصح بالاطلاع على الفتوى ذات العلاقة:

لزوم العدة لمن مات عنها زوجها قبل الدخول

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1]  انظر: “المبسوط” للسرخسي الحنفي (6/ 30)، و “مِنَح الجليل” لعليش المالكي (4/ 311، ط. دار الفكر)، و”منهاج الطالبين” للنووي الشَّافعي (ص: 255، ط. دار الفكر)، و”المغني” لابن قُدامة الحنبلي (8/ 115)، و”الإقناع في مسائل الإجماع” لابن القطان (2/ 44، ط. الفاروق الحديثة)

 

التعليقات

  • {أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ}
    [سورة الزخرف: 18]
    حاولت افهم هذه الايه وربطها بسياق الآيات التي قبلها والتي بعدها لم أفهمها
    اما عن تفسيرها في كتب أبن كثير والطبري وغيرها فحدث ولا حرج تفسيرها عندهم ان المرأة ناقصه وتكتمل بالحلي!! ما علاقه هذا بسياق الآيات والتي من المفترض انها تعلى من شأن الانثى ولكن التفسير يؤكد على تحقير الناس في الجاهليه للأثاث!!
    وكذلك ما معنى( الموؤوده ) لان هناك من فسر الوأد بمعنى الكبت والموؤودة هى المكبوته وليس المدفونه في التراب لان سياق الايه يقول:
    {يَتَوَارَىٰ مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ ۚ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ}
    [سورة النحل: 59]
    بالتأمل في كلمه ( ايمسكه . يدسه ) بلفظ المذكور وهي كلمات تعود على الخبر نفسه انه بشر بانثى ولم يقول الله (ايمسكها. ام يدسها في التراب )
    برجاء التوضيح لكل من الأمرين وشكرا مقدما

  • شكرا جزيلا للتوضيح ..كنت قرات عندكم مقال عن الطلاق وان لابد له من شهود كما في الزواج كي لا يكون لعبه يقع بكلمه يقولها الزوج ( انت طالق) ثم يعود فيها .
    فهل يقصدون انه عندما قال الله تعالى إذا عزموا الطلاق تعني ان الزوج والزوجة تفكروا في خلافاتهم حتى انتهى بهم القرار الي الطلاق وهنا نأتي بالشهود وتحديد موعد له كما يحدث في كتب الكتاب مثلا ؟
    وسؤال اخر يبدو غريب كان هناك فيلم مصري قديم بعنوان ( اسفه أرفض الطلاق ) بدون الدخول في تفاصيل القصه فهى غن زوجه تفاجأت ان زوجها قد طلقها غيابي وبعث لها جواب الطلاق عن طريق البريد.
    فهل يصح شرعا ان يطلق الرجل زوجته غيابيا بدون علمها وتفاجأ بالطلاق؟
    وهل يحق لها ان ترفض هذا الطلاق ؟
    وكيف يتم التصرف في مثل هذا الأمر؟

    • قوله تعالى:

      «فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا» (الطلاق، 2).
      هذه الآية وغيرها من آيات الطلاق يفهم منها استحالة إمكانية أن يوقع الزوج الطلاق على زوجته بدون علمها، وإلا ما معنى “فطلقوهن لعدتهن”؟ ومن يستطيع غير الزوجة المطلقة تحديد القروء، وغير ذلك كثير..
      ثم إن الزوجة هي أحد طرفي عقد النكاح، فكما أنه لا ينعقد بدون علمها فإنه لا ينحل بدنه كذلك.

    • نعم الزوجة التي توفي زوجها قبل الدخول ترث منه كما ترث الزوجة المدخول بها، الربع إن لم يكن له فرع وارث ، أو الثمن إن كان له فرع وارث
      والحكمة من العدة هي ذاتها في الزوجة المدخول بها. ولا شك أن حكم العدة تعبدي في الدرجة الأولى، لأن القرآن الكريم لم يبين الحكمة الظاهرة منه، وهذا لا يمنع أهل العلم من تلمس الحكمة من الحكم دون أن يشكل استنتاجهم مقدسا لا يجوز نقاشه.

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.