السؤال:
هل تقسيم الدنيا إلى “دار الإسلام” و”دار الحرب” تفسير منسجم مع القرآن؟
الجواب:
هذا التقسيم هو اصطلاح فقهي اجتهادي نشأ في ظل أوضاع سياسية معينة. والقرآن لا يستخدم هذه المصطلحات وليس فيه ما يؤصل لها، لأن الحدود بين الدول والبلدان هي أعراف بشرية وليست تقريرات إلهية، لذلك نجد القرآن يتحدث عن المؤمنين والكافرين والمنافقين والمعتدين والمسالمين والمعاهدين والمحاربين دون أن ينسب أيا منهم لأرض مخصوصة. قال الله تعالى:
﴿إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [الأعراف: 128]
التقسيم الفقهي (دار الإسلام، دار الحرب، دار العهد…) كان محاولة لتفسير الواقع القانوني في زمن الدول الإسلامية المتعاقبة، حين كان الصراع السياسي والعسكري هو السائد، لكن هذا لا يعني أن التقسيم مقدس أو ملزم شرعًا. بل يمكن أن يعاد النظر فيه على ضوء القرآن الكريم وما قرره في هذا الشأن.
وقد وجدنا جماعة من العلماء المعاصرين (مثل ابن عاشور والشيخ مصطفى الزرقا) قالوا إن هذا التقسيم تجاوزه الزمان، ولا يتفق مع روح الإسلام العالمية في الدعوة والتعايش.
والنتيجة أن هذا التقسيم اجتهادي وغير مستند إلى القرآن، ويمكن الاستغناء عنه أو تطويره بما يناسب فقه القرآن وتطبيقات النبي صلى الله عليه وسلم.
الخلاصة:
التصنيفات مثل “دار الحرب” و”دار الإسلام” هي اجتهادات تاريخية لا تمثل جوهر الرسالة القرآنية. لذا فإنها قابلة للنقد والتطوير.
*وللمزيد حول هذا الموضوع ننصح بالاطلاع على المقالات والفتوى التالية: