ومما استدلوا به في مسألة إضرار الشيطان بالإنسان ماديا ما روي عن النبي عليه السلام أنه قال: (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم)، وهذا الحديث -إن صح- يعتبر صورة مجازية لمدى ما يمكن أن يقوم به الشيطان من وسوسة، ولا صلة له باحتلال الشيطان جسم الإنسان، وللحديث مناسبة تؤكد هذا المعنى، حيث تحكي الرواية أن أم المؤمنين صفية بنت حيي قالت: “كان رسول الله معتكفا فجئت أزوره ليلاً فحدثته، ثم قمت إلى بيتي فقام النبي يمشى معي مودعًا، فمر رجلان من الأنصار، فلما رأيا النبي أسرعا! فقال لهما: على رسلكما إنها صفية بنت حيي…قالا: سبحان الله يا رسول الله، قال: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم/ فخشيت أن يقذف في قلوبكما شيئًا أو قال شرًا”[1].
وإنكار حقيقة السحر واعتبار أن ما ذكره القرآن هو سحر الوهم والخداع فقط قديم في تاريخنا الفكري، حيث أنكرت المعتزلة حقيقة السحر، ودخلت في صراع فكري مع أهل السنة حول ذلك، وممن أيد المعتزلة الإمام أبو حنيفة[2] ، والإمام أبو إسحاق الإسترابادي من أصحاب الشافعي[3] ، ثم أيدتهم مدرسة التجديد المعاصرة ابتداء بالشيخ محمد عبده والشيخ رشيد رضا ثم من جاء بعدهم.
وقد حاول المعتزلة قديمًا أن يقدموا تفسيرًا لما يحصل لحال أناس اختلت عقولهم، بأنهم قد يكونوا تناولوا موادا أفسدت عقولهم. كما يذكره الزمخشري: “النفث النفخ مع ريق، ولا تأثير لذلك، اللهم إلا إذا كان ثمّ إطعام شيء ضار أو سقيه أو إشمامه، أو مباشرة المسحور به على بعض الوجوه”[4] .
وكأن الزمخشري هنا يشير إلى ما يسمى اليوم بالمخدرات سواء منها ما يشرب أو يطعم أو يشم، وهذا المواد يسبب إدمانها إلى اضطراب ذهاني.
فالمخدرات هي مجموعة من المواد طبيعية كانت أو صناعية تذهب العقل وتؤثر سلبًا على الحواس وتتسبب في حدوث خلل بالمخ، وهذه المواد المخدرة تؤدي إلى تبديل المزاج وتغير المشاعر وتبدل السلوك نتيجة للتغير والخلل الحاصل في خلايا المخ.
*من مقالة د. عبدالله القيسي: أوهام الناس في السحر والاتصال بالجن ، ولقراءة المقالة كاملة يرجى الضغط على العنوان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] صحيح البخاري، رقم الحديث 2039
[2] فتح القدير للشوكاني ج1ص141. يقول: وقد أجمع أهل العلم على أن له تأثيرا في نفسه وحقيقة ثابتة، ولم يخالف في ذلك إلا المعتزلة وأبو حنيفة.
[3] انظر تفسير القرطبي ج2ص46. يقول: ذهب أهل السنة إلى أن السحر ثابت وله حقيقة. وذهب عامة المعتزلة وأبو إسحاق الإسترابادي من أصحاب الشافعي إلى أن السحر لا حقيقة له، وإنما هو تمويه وتخييل وإيهام لكون الشيء على غير ما هو به، وأنه ضرب من الخفة والشعوذة.
[4] الكشاف 4/822.


سبحان الله كل هذه المعتقدات المورثه كانت بمثابة أغلال في رقابنا لما يتكشف لنا حقيقتها يجد الإنسان نفسه حرا منطلق في الخياه بشجاعه بلا خوف ويجد أن الدين من أسهل ما يمكن لأن الدين ببساطه هو تناغم الإنسان مع الطبيعه ومخلوقات الله من حوله
لذلك نجد المتمسكين بالدين الموازي عقولهم صماء ولا تجد عندهم مرونه في التعامل مع البشر من حولهم، عندهم جمود فكري وعاطفي، مجرد استنساخ لمرويات تمشي على الأرض.