حبل الله
التَّحذير من فقدان مكَّة

التَّحذير من فقدان مكَّة

زاد المشركون من ضغوطهم للتَّخلُّص من نبيِّنا والمؤمنين معه خوفًا من فقدان السُّمعة والمكانة، عندئذٍ نزلت الآياتُ التَّالية:

﴿وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأَرْضِ لِيُخْرِجوكَ مِنْهَا، وَإِذًا لاَّ يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً. سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا، وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً﴾  (الإسراء 17/ 76- 77).

والآيتان المكيَّتان التَّاليتان تعلنان بدء فقدان المشركين لمكَّة وأنَّ الحاكميَّة فيها ستنتقل إلى النَّبيِّ والمؤمنين:

﴿إِنَّ مَا تُوعَدُونَ (أيها المشركون) لآتٍ، وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ. قُلْ (يا محمد) يَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ، إِنِّي عَامِلٌ، فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدِّارِ (مكَّة)، إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ﴾ الأنعام 6/ 134- 135)

2_ هزيمة الفُرْس للرُّوم

لـمَّا ازدادت ضغوط أهل مكَّة على النَّبيِّ والمؤمنين انتشر خبر انتصار الفُرْس على الرُّوم. وقد نزلت آنذاك الآيات التَّالية:

﴿الم. غُلِبَتِ الرُّوم. فِي أَدْنَى الْأَرْضِ، وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ. فِي بِضْعِ سِنِينَ، لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ، وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ. بِنَصْرِ اللَّهِ، يَنصُرُ مَن يَشَاء، وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ، وَعْدَ اللَّهِ، لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ، وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ (الرُّوم 30/ 1- 6)

عندما ننظر إلى هذه الآيات مع الآيات السَّابقة فإنَّ أول ما يتبادر إلى الذِّهن؛ أنَّه يمكن للمسلمين حكم مكَّة في غضون 9 سنوات، وهذا لا ينبغي أن يترك الطمأنينة في قلوب مشركي مكَّة. وما يتعيَّن عليهم القيام به هو البحث عن كلِّ طرق للتَّخلص التَّام من المسلمين.

امتحانُنا في هذه الدُّنيا هو امتحان الجهاد والصَّبر، لكنَّ الإيمان التَّقليديَّ بالقدر جعل النَّاسَ ينسَوْن حقيقة الامتحان، حيث تحوَّل إلى امتحان العلم، لذلك فقد حاولوا جعل الآيات التي تتحدَّث عن المستقبل دليلا لهم. وكما سيرى لاحقا فإنَّ المسلمين الذين لم يأخذوا بالقواعد/ المقادير التي وضعها الله تعالى للحرب جعلهم غير قادرين على حسم الحرب بدخولهم مكَّة فاتحين يوم بدر، أمَّا فوزهم المرحليُّ بتلك المعركة فكان بسبب وعد الله تعالى المسبق، وإلا لكانوا من المهزومين، والنتيجةُ أنَّهم ربحوا المعركة مرحليَّا، لكنَّهم رسبوا في الامتحان.

*ما سبق جزء من مقالة أ.د عبد العزيز بايندر ( معركة بدر والقدر ) ولقراءة المقالة كاملة يرجى الضغط على العنوان.

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.