حبل الله
أساسيَّات الإيمان في القرآن الكريم

أساسيَّات الإيمان في القرآن الكريم

لـمَّا أُقحم الإيمان بالقدر في عقيدة المسلمين صار هناك ستَّة أركان للإيمان، لكنَّ أركان الإيمان بحسب القرآن خمسة. نعلم هذا من خلال الآيتين التَّاليتين:

﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ﴾ (البقرة 2/ 177)

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا﴾ (النساء 4/ 136)

يظهر من خلال الآيتين أنَّ أركان الإيمان هي؛ الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر. لكنْ لم يرد فيهما أو في آياتٍ أخرى الإيمانُ بالقدر.

الدَّليل المعتمد في الإيمان بالقدر عند عموم النَّاس هو حديث جبريل المشهور لـمَّا أتى النَّبيَّ وسأله عن الإيمان، فأجابه: بأنْ تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره[1]. وقد جاء في صحيح مسلم التَّعبير التَّالي:

“وتؤمن بالقدر خيره وشره”

من المعلوم لكلِّ إنسان أنَّ الله تعالى هو الذي يحدِّدُ قدرَ / مقياسَ كلِّ شيء، وبالطبع فإنَّه قد حدَّد قدرَ / مقياسَ الخير والشَّرِّ على حدٍّ سواء، ومَن لا يؤمن بهذا فلا يمكن أن يكون مسلما. كما حدَّد الله تعالى مقاييس الجزاء لمن فعل الخير أو الشَّرَّ ، فقال سبحانه:

﴿لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ، وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ، أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ. وَالَّذِينَ كَسَبُواْ السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا﴾ (يونس 10/ 26- 27)

كما يُرى، لم يكن لحديث جبريل أيُّ معنى سوى الاعتقاد بأنَّ لكلٍّ من الخير والشَّرِّ قدرا/ مقياسا يقعان بناء عليه. فلا يمكن أن يكون هذا الحديث دليلا للقدريِّين الذين يعرِّفون القدر بأنَّه علم الله المسبق بأفعال العباد. وينبغي التَّنويه أنَّه وردت رواياتٌ لحديث جبريل لم تردْ فيها عبارةُ الإيمان بالقدر.

والآن، لننظر في معركة بدر، التي لها مكان مهمٌ للغاية في تاريخ الإسلام، كمثال على ما يلزم الالتزام به من المقادير (التَّدابير والقواعد) التي وضعها الله تعالى.

*ما سبق جزء من مقالة أ.د عبد العزيز بايندر ( معركة بدر والقدر ) ولقراءة المقالة كاملة يرجى الضغط على العنوان

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] صحيح مسلم، الإيمان 1، وسنن أبي داوود، السنة 15، وسنن ابن ماجة، المقدمة 9

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.