حبل الله
هل صلاة الاستخارة بدعة أم هدي نبوي؟

هل صلاة الاستخارة بدعة أم هدي نبوي؟

السؤال:

صلاه الاستخارة وأن أسأل الله تعالى عن شيء هل يسكون خيرا لي أو شرا بناء على قراري هل هذا في علم الله؟

ثم إن عندي مشكلة في صيغة الدعاء نفسه في الجزء الذي يقال فيه: ( اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ودنياي ..إلخ) كيف ( إن كنت تعلم !! )

فحينما كنت ألجأ لصلاة الاستخارة والدعاء كنت لا أقول هذه الجزئية بهذه الطريقة لأنني أحس بها خللا ! ثم إني بحثت عنه في موقعكم الكريم ووجدت نفس صيغة الدعاء ( اللهم إن كنت تعلم !)

أم أن صلاة الاستخارة و دعائنا كذبة والموضوع ليس كما تعلمناه للأسف.

وشكرا مقدما

الجواب:

صلاة الاستخارة هي عبادة يقصد منها الاستعانة بالله تعالى وعلمه وقدرته للنجاح فيما ينوي الشخص القيام به، وهي لم تثبت بدليل مباشر من القرآن الكريم، وقد تكون الآية التالية ملهمة في هذا الموضوع:

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا ‌بِالصَّبْرِ ‌وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ [البقرة: 153]

وقد ورد ذكرها في كتب الحديث مسندة إلى نبينا الكريم، ولذلك فهي ظنية الثبوت، فلا يستطيع أحد الجزم بصحة نسبتها إلى النبي عليه الصلاة والسلام، لكن الآية السابقة تعطي مزيدا من الثقة بتلك الأحاديث.

وليس فيها ما يخالف أصول الإسلام أو تعارض مع تشريعاته وقيمه، لذلك يمكن للمسلم أن يصليها ويستعين بالله تعالى على قضاء مراده، لأن الاستعانة بالصلاة على قضاء الحوائج مذكور في كتاب الله تعالى: [البقرة: 45] [البقرة: 153]

بالنسبة للدعاء ( اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ودنياي ..الخ)  فعبارة: “إن كنت تعلم” ليست شرطًا على الله، أو شكا في علمه وإنما أسلوب دعاء فيه أدب مع الله. فالشرط هنا أدب ولطف، وليس شكًا في علم الله، بل هي إقرار بأن الله يعلم ونحن لا نعلم، ومن ثم نفوض الأمر إليه.

إن الاستعانة بالله تعالى جزء أصيل من عقيدة المسلم، كما جاء في قوله تعالى: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ ‌نَسْتَعِينُ﴾ [الفاتحة: 5] 

الخطأ الذي يقع فيه بعض الناس عند صلاتهم الاستخارة هو انتظارهم إشارة (رؤيا أو إلهام) من الله تعالى تحدد لهم أن يمضوا فيما عزموا عليه أو يتراجعوا عنه، وهذا خطأ بيِّن. والصحيح أن الإنسان بعدما يعزم على فعل شيء مباح يصلي صلاة الاستخارة ويمضي في فعله مستعينا بالله تعالى لنجاحه في المهمة. لأن الله تعالى يقول:

﴿فَإِذَا ‌عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾ [آل عمران: 159]

الخلاصة:

-الاستخارة تعني أن المسلم يفوض أمره لله، ويسأل ربّه أن يختار له الخير فيما هو مقبل عليه.

-نحن لا نسأل الله أن “يطلعنا على الغيب”، بل نسأله أن يوفقنا للقرار الذي فيه الخير.

– عبارة: “إن كنت تعلم” ليست شرطًا على الله، وإنما أسلوب دعاء فيه أدب مع الله. فالشرط هنا أدب ولطف، وليس شكًا في علم الله.

-كما أن العبارة “إن كنت تعلم”  لا تعني الشك، بل هي إقرار بأن الله يعلم ونحن لا نعلم، والمعنى الكلي هو تفويض الأمر إليه.

-الصيغة الواردة في الحديث صحيحة من جهة المعنى ومثبتة في صحيح البخاري وغيره، وتغييرها خوفًا من كلمة “إن كنت تعلم” غير مطلوب، بل الأفضل الالتزام بالنص كما ورد.

– الاستخارة ليست كذبة، بل عبادة لها أصل في كتاب الله تعالى، وتعني تسليم الأمر لله العليم الحكيم.

*وللمزيد حول الموضوع نصح بالاطلاع على الفتوى التالية:

مشروعية صلاة الاستخارة وكيفيتها

أضف تعليقا

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.