حبل الله
لماذا يصوم المسلمون في العاشر من محرم/ عاشوراء؟

لماذا يصوم المسلمون في العاشر من محرم/ عاشوراء؟

السؤال:

هل فعلا يوم عاشوراء هو اليوم الذي أغرق الله فيه فرعون وجنوده وأن اليهود كانوا يصومون هذا اليوم لأن الله أنقذهم و موسى عليه السلام من فرعون؟ وأن النبي محمد ﷺ قال نحن أولى بموسى منهم؟ وهل فعلا تم خداعنا تاريخيا فأصبحنا نصوم في اليوم الذي قتل فيه حفيد النبي (الحسين بن علي)؟ ممكن التوضيح؟، وشكرا مقدما..

الجواب:

سؤالك مهم ويحتوي على عدة نقاط:

أولًا: هل يوم عاشوراء هو اليوم الذي نجّى الله فيه موسى وأغرق فرعون؟

ورد في صحيح البخاري وغيره من كتب السنة أن النبي ﷺ لما قدم المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فقال لهم: “ما هذا اليوم الذي تصومونه؟” قالوا: “هذا يوم صالح، هذا يوم نجّى الله بني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى.” فقال النبي ﷺ: “فنحن أحق بموسى منكم.” فصامه، وأمر بصيامه[1].

بحسب الرواية السابقة فإن عاشوراء (العاشر من محرم) هو اليوم الذي أنجى الله فيه موسى وقومه من فرعون، فصامه موسى شكرًا لله، وصامه النبي ﷺ اقتداءً بهدي نبي قبله.

ثانيًا: هل النبي قال “نحن أولى بموسى منهم”؟

هذا نص في الحديث السابق، وفيه إثبات لارتباطنا بموسى عليه السلام كرسول من رسل الله الذين أمرنا الله تعالى بالإيمان بهم وتوقيرهم، وللتأكيد على أن الإسلام امتداد لدين الأنبياء. والمسلم الذي يتبع رسالة ربه يكون أقرب إلى الانبياء ممن زعم اتباعهم وخالف شريعة الله تعالى.

وبعد أن ذُكر العديد من الأنبياء السابقين قال الله تعالى مخاطبا النبي الكريم وأمته من بعده:

﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ‌فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ، قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا، إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنعام: 90] 

ثالثًا: هل صيام عاشوراء “خدعة تاريخية”؟ وهل نصوم في اليوم الذي قُتل فيه الحسين؟

أ_ مقتل الحسين رضي الله عنه

بحسب المصادر التاريخية فإن الحسين بن علي بن أبي طالب (حفيد النبي ﷺ، من ابنته فاطمة) استشهد يوم 10 من محرّم (عاشوراء) سنة 61 هـ، في كربلاء[2].

وبحسب تلك المصادر فقد توافق استشهاد الحسين مع يوم عاشوراء من حيث التاريخ القمري.

ب_ هل صيام عاشوراء ظهر وانتشر بعد مقتل الحسين؟

بحسب العديد من المصادر الإسلامية فإن صيام عاشوراء كان معروفًا قبل الهجرة النبوية، وكان النبي يصومه في مكة، ثم أقر صيامه في المدينة[3] كما في الحديث.

وهذا يعني أن صيام عاشوراء شُرع قبل استشهاد الحسين بأكثر من 50 عامًا.

ولذلك: القول بأن صيام عاشوراء “خدعة تاريخية” هو ادعاء لا وجه له تاريخيًا وعلميًا.

رابعا: فماذا نفعل الآن؟ هل نصومه أم نترك صيامه؟

ذهب جمهور الفقهاء أن صيام عاشوراء حكمه الندب وليس الوجوب، فمن صامه له الأجر ومن تركه فليس عليه وزر، فالصيام اتباع لفعل النبي وليس حزنا أو فرحا لمقتل الحسين رضي الله عنه.

وينبغي التنويه أخيرا أنه لا يجوز تحويل يوم عاشوراء إلى حزن أو طقوس مبتدعة[4]، كما لا يجوز تحويله إلى فرح بمقتل الحسين (كما فعل بعض النواصب[5] قديما).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] رواه البخاري (2004) ومسلم (1130)

[2]  مدينة تقع جنوب العراق

[3]  انظر الفتوى: هل صام نبينا الكريم يوم عاشوراء؟ ولماذا؟

[4]  انظر الفتوى : المآتم الحسينية

[5]  النواصب مصطلح أطلق على من ناصب العداء لأهل بيت النبي.

التعليقات

  • كما أن الله طلب من النبي عليه الصلاة والسلام وكذلك المؤمنين باتباع ملة ابراهيم فهل صيام عاشوراء من ملة ابراهيم؟

  • السؤال هنا هل نسخ الاسلام ما قبله من شرائع ام لا ؟ والجواب ان اجماع المسلمين منعقد على النسخ وبالتالي لاوجه للتمسك بسنة موسى وقومه ان صح سنتهم بالصوم في يوم عاشوراء . وثانيا -من قال ان كل ما اخرجه البخاري صحيح ؟ وثالثا لااجماع ولا تواتر على ان المسلمين كانوا يصومون يوم عاشوراء قبل استشهاد سبط الرسول بل ان التواتر والاجماع والتاريخ متفقون جميعا ان صوم يوم عاشوراء حصل بعد استشهاد الحسين وبالتالي كان صومه بدعة اموية . وثالثا : ان القائل بصوم النبي يوم العاشر تبعا لسنة اليهود فقد صغر قدر النبي وجعله تابعا لليهود وادنى مرتبة من موسى وهذا لايقول به مسلم .ورابعا: ان اول من حزن وبكى على استشهاد الحسين هو رسول الله من قبل ان يستشهد الحسين منذ كان طفلا ،فهل الاولى ان نتأسى بفعل الرسول وسنته ام نتأسى بفعل اليهود وسنتهم وبدعة بني امية ؟ اهذا ما اوصى به رب العزة على لسان نبيه بقوله تعالى : ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) وقوله تبارك وتعالى: ( لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ لِّمَن كَانَ يَرۡجُواْ ٱللَّهَ وَٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرٗا)فالحمد لله على نعمة العقل والبصيرة.

  • عذرا اريد تصحيح شئ اعرف ان اليهود الذين نجاهم الله مع موسى عليه السلام لم يصوموا شكرا له .
    ولكن بعد ذلك من الذي شرع لهم صيام هذا اليوم من كل عام ؟ هل ربنا من شرعه في التوراه؟ هل موسى عليه السلام من شرع هذا الصيام ؟ اظن لا ..هل اليهود نفسهم من شرع لنفسهم هذا الصيام ؟ وهل من الطبيعي ان يشرع الناس وبيتدعوا صيام كل عام حتى لو كان شكر لله!! هل هذا التصرف صحيح من الناحيه الدينيه؟ اظن لا
    فكيف للنبي عليه الصلاة والسلام يصدق على فعل اليهود بل وتبعهم !! بعد ان سألهم ماذا تفعلون !!! أهذا يعقل ؟
    بدون التأكد من المعلومه وهل فعلا هذا هو التاريخ الصحيح ام لا؟
    ثم التأكد من ان الصيام جاء بأمر إلهي ام لا؟!!!!وهذا الأهم
    ثم ان يكون هناك دليل لأمته عن صحه هذه المعلومة والاشاره لها في القرآن؟!!!!

  • مع احترامي و حبي الشديد لموقعكم إلا أني اختلف معكم في الرأى اولا.. بالنسبه للحديث بأن النبي لما ذهب الي المدينه وسأل عن سبب الصيام فاخبروه !!! اظن هذا لا يعقل ابدا بأن خاتم الأنبياء والمرسلين والذي اخبره الله قصص الذين سبقوه لم يخبره بمثل هذه المعلومه وانه عرفها من اليهود !!!
    ثانيا.. لقد تعلمت منكم أن لا نحكم على روايه ابدا ابدا بمعزل عن القرآن فاين وقت نجاه موسى من فروعون؟ أين فضل صيام هذا اليوم ؟ او أين الاشاره بأن اليهود صاموا لله شكرا له على نجاتهم من فرعون بل نجد ان الله ذكر لنا جحودهم وطلبوا من موسى عليه السلام ان يصنع لهم صنم !!!
    في رأيي المتواضع أجد ان صيام عاشوراء لا اصل له في كتاب الله و حتى الروايه او الحديث المشار اليه لا يعتبر دليلا لانه يصور النبي عليه الصلاة والسلام جاهل بأمور السابقين بل ويتعلم من اليهود ويأخذ منهم كيف هذا ألم يخبره الله مثلا ؟
    هذا اعتقادي لذلك لم أصم عاشوراء هذه السنه
    فهل من رد؟

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.