إن أولى مراحل العلاج الاعتراف بالمرض، المريض إذا لم يعترف بمرضه فإنه لن يتقبل فكرة العلاج، فإن اعترفنا أن ما نعيشه من ضعف وهوان وتشرذم وطائفية سببه البعد عن كتاب الله تعالى والانشغال بغيره فقد بدأنا برحلة الشفاء التي لن تكون طويلة، لأن العلاج الرباني جاهز يتمثل بالأخذ بكتاب الله بقوة ودون تردد مع الإيمان المطلق أنه شفاء لكل أمراض الأمة. يقول الله تعالى:
﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ﴾ (الإسراء: 82)
﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ. قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾ (يونس: 57-58)
﴿وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ ﴾ (فصلت: 44)
والعودة إلى القرآن لا تعني التنكر لجهود علماء المذاهب واجتهاداتهم في استخلاص الحكمة والنافع من الفقه والفكر، لكنها تعني جعل القرآن إماما وهاديا، وهذا يدعونا إلى إعادة قراءة التراث في ضوء القرآن، فما توافق معه أخذناه وما تناقض تركناه.
إن قراءة التراث بعين مبصرة لا مقدسة هي الخيار الوحيد للخروج من التناقض الذي تعيشه الأمة، لأن التراث هو جهد البشر في فهم الدين، وهم مهما علا قدرهم إلا أنهم يبقون بشرا يتأثرون بظروف الزمان والمكان وكذا المتغيرات السياسية والاجتماعية.
*ما ورد أعلاه هو جزء من مقالة الشيعة في ميزان القرآن ، ولقراءة المقالة كاملة يرجى الضغط على العنوان المرفق؟