حبل الله
هل يجب على المرأة التي لم تعتدّ بعدَ وفاة زوجِها أن تقضيَ ما عليها من العدَّة بعد فوات أوانها؟

هل يجب على المرأة التي لم تعتدّ بعدَ وفاة زوجِها أن تقضيَ ما عليها من العدَّة بعد فوات أوانها؟

السؤال: توفِّي أبي عام 1986 م، وأمِّي لم تلزم العدَّة حينها، هل يجوز أن تلزم العدَّة في وقتنا الحالي؟

الجواب: تعتدُّ الأرملة بعد وفاة زوجها مباشرة لمدَّة أربعة أشهر وعشرة أيام، لقوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} (البقرة، 234)  

وإن كانت حاملا فعدَّتها وضع الحمل، لقوله تعالى: {وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} (الطلاق، 4) فإن وضعت قبل إتمام أربعة أشهر وعشرا فإنها تكمل العدة، اعتدادا بأبعد الأجلين.

والمطلوب من المعتدَّة فعله هو الامتناع عن الزَّواج أو إظهار الرَّغبة فيه طوال هذه المدَّة.

وإذا أخلَّت المرأة الذي تُوفِّي عنها زوجُها بالعدَّة فإنَّها تأثم، وعليها الاستغفار والتَّوبة، لكنَّه لا يُطلب منها أن تعتدَّ عوضا عمَّا أهدرته في زمن عدتها الصَّحيح؛ لفوات الغرض منها، ولأنَّ أوامر الله تعالى تُؤتى في أوقاتها المخصوصة، التي لا يصحُّ تأجيلها إلا برخصة منصوص عليها كالرُّخصة بالإفطار في رمضان للمريض والمسافر.

التعليقات

  • هل يصح عقد الزواج لامراة مات زوجها عنها وتزوجت من رجل آخر ولم تجلس في العدة وما هو الحكم في ذلك؟

    • الجواب: أمر الله تعالى الزوجة التي مات زوجها عنها أن تتربص مدة أربعة أشهر وعشرة أيام، قال الله تعالى:
      ﴿وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا ‌يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [البقرة: 234]
      والتربص هو الانتظار دون زواج، ويلزم ذلك أن لا تظهر رغبتها به أيضا، فلا يجوز لها أن تتزوج من آخر خلال هذه المدة، كما لا يجوز لأحد أن يتقدم لخطبتها أو نكاحها، فإن فعلت فقد وقعت بالمحظور الشرعي وأثمت بذلك وتعدت حدود الله تعالى هي ومن تزوجها، ويعتبر نكاحهما باطل، ويلزمهما إلغاء العقد والانتظار حتى انتهاء العدة.
      وبعد انتهاء العدة يمكنهما أن تتزوجا بعقد جديد وأن يستغفرا الله تعالى على ما بدر منهما سابقا.
      وينبغي التنويه إلى أنه إذا أعجب رجل بامرأة معتدة ورغب بالزواج منها فله أن يُعرِّض بخطبتها، أي يعبر عن رغبته بها دون تصريح، فبعد أن فرض الله تعالى العدة على المتوفى عنها زوجها قال سبحانه:
      ﴿وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ، عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا، وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ﴾ [البقرة: 235]

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.