حبل الله

الغُسْلُ والوُضُوء في ضَوءِ عِلْم المُنْعَكِسات

الغُسْلُ والوُضُوء

في ضَوءِ عِلْم المُنْعَكِسات

 

أ. د. عبد الحميد الجهاني

1_ المقدِّمة:

تحدثنا في مقالة سابقة عن موضوع الصلاة بالمنظور الفيزيولوجي[1]، إلا أنّ الصلاة _كما نعلم_ لا تجوز بدون الوضوء، فأردنا أن نبحث في هذا الموضوع أيضا لنرى ما يخبئه لنا من أسرار وعجائب كامنة فيه.

ولا بدّ من الإشارة أننا لا نقدِّم المعلومة عن كيفيِّة الوضوء من أجل التوعيَّة بأحكامه لأنَّها معروفةٌ لكلِّ مسلم، بل إن مقصودنا في هذه المقالة توضيح المردود الصِّحِّي لهذه الخطوات سواءً في الغُسل لِلطَّهارة أو في الوضوء استعدادا للصَّلاة.

2_ علم المنعكسات:Reflexology

في بحثنا عن موضوع الصلاة وجدنا أنَّ أقرب الفروع العِلْميّة لشرح الاستفادة منها هو مجال العلاج الطبيعي، أما أقرب الفروع لشرح الاستفادة من الغُسْل والوُضُوء هو علم المنعكسات: Reflexology.

وعلم المُنْعَكِسات أو الإنْعِكاسِيَّات هو علم ليس بالجديد. فقد وُجِد في الآثار الفرعونية ما يشير إلى معرفتهم بهذا العلم؛ أي منذ 2330 قبل الميلاد:

الصورة واضحة في هذه الآثار الفرعونية أنّ هناك نوعا من التدليك لليد والرجل

والمُنْعَكِسات تعني ببساطة التَّدليك. والتدليك المُطَبَّق بِعِلْم من التشريح الفيزيولوجي يؤدّي بالفعل إلى نتائج ملموسة من حيث الاسترخاء والرَّاحة واستعادة النَّشاط البدني. فلقد ثبت أنَّه يتسبَّبُ في إفراز هرمون الإنْدُورْفين (Endorphin) الذي يعطي النتائج المذكورة.

مصطلح المنعكسات يمرُّ علينا دائما بانتظام عند الحديث عن الجهاز العصبي.

3_ جهاز الطاقة الحيوية:

نجد أن الطب البديل الصيني القديم قد استحدث جهازا جديدا لا نجده في علم التَّشريح الحديث، وهو جهاز الطاقة الحيوية الكامنة الذي يعطون له نفس خصائص الأجهزة العصبيَّة. وجعلوا له مساراتٍ عديدةً في الجسم  كالأعصاب التي نعرفها في الجهاز العصبي، وحدَّدوا نقاطا خارجية للتأثير فيه وتفعيل مهامِّه، وتسمى المستقبلات، مثل المستقبلات العصبِيَّة الحسيّة المعروفة، ويقولون إن وخز هذه النقاط الخارجية بإبر رفيعة (الوخز الإبَرى : accupuncture) يحرر مسارات الطاقة ويجعلها تتدفق بسهولة إلى بقية الأعضاء بحسب خريطة تم تحديد أبعادها.

هذه هي الإبر المستعملة في العلاج بطريقة الوخز بالإبر (الصينية) ويرى حجمها بالنسبة ليد الإنسان. وفي تحرير هذه الطاقة الكامنة إلى الأعضاء تأخذ الأخيرة في أداء وظيفتها بدقة وتؤتى بنتاجها المرغوبة.

وحديثا تم إحداث طريقة بديلة للوخز: وهي الضَّغْط باستعمال الأصابع. فأصبحت تُسمَّى بطريقة (الضغط الإبري : accupressure)  أو العلاج بالضغط على نفس النقاط المعروفة سابقا.

 

طريقة الضغظ بالأصابع على نقاط الضغط باليد

طريقة الضغط بالأصابع على نقاط الضغط بالقدم

وبما أن الضغط هو إحدى وسائل العلاج الطبيعي فلقد أصبح الأمر هكذا تدليكا بالضغط… وهكذا فقد أصبح لدينا الآن ثلاثة أجهزة عصبيَّة: الجهاز العصبي الإرادى، والَّلاإرادى، وجهاز الطاقة الحيوية.

4_ مسارات الطاقة بالجسم:

وهذه تنقسم إلى الجزء اليماني بأيمن الجسم، واليسارى بيسار الجسم.

مسارات الطاقة الكهرومغناطيسية الطولية للجزء الأيمن للجسم

مسارات الطاقة الكهرومغناطيسية الطولية للجزء الأيسر من الجسم

وتنطلق هذه الطاقة من المركز العصبي الرئيسي للإنسان وهو المخ، أي من الرأس وتتَّجِه إلى أسفل على هيئة مسارات تمرُّ على الجانب الأيمن، وأخرى على الجانب الأيسر من الجسم على هيئة أمواج كهرومغناطيسية انبثقت نتيجة عمل الخلايا العصبيَّة المخيَّة. فكلُّ خليّة في الجسم إن كان من خصائصها الكهروفيزيائية ما يُسمَّى بالاستقطاب الذاتي فَسَتُولِّد حولها مجالا كهرومغناطيسيا، ومن أكثر هذه الخلايا توليدا لهذا المجال هي الخلايا العصبيَّة والعضليِّة، خاصَّة عضلة القلب. ثم لا ننسى أن الخلايا نفسها تتكون في النِّهاية من مجموعة من الذرّات المتناسقة بعضها مع بعض. وليست خلايانا نحن فقط، بل كل شيء حولنا من حيّ أو غير حيّ يتكوَّن من ذرَّات، ونحن نعلم أن الذرات تتواجد في حالة حركة دوران فلكيّ[2] دائم ومستمر. وهذه هي طريقة تسبيحها بحمد الله الذى لا نفقهه.

الذرة: وتتكوّن من نواة بها البروتونات الموجبة (والنويترونات الحياديّة) ويدور حولها الإليكترونات السالبة، كلٌّ فى فلك خاص به

وفي هذه الحركة تتولد أيضا المجالات الكهرومعناطيسيّة من حولها التي من خصائصها الانتشار على هيئة الموجات المذكورة آنفا.

يقول الله عز وجل في كتابه الكريم:

{تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا } (الإسراء 44)

5_ الغُسْل الشَّرْعي:

الغسل الشرعي هو الوسيلة الشرعيَّة للطَّهارة من الجنابة: لقوله تعالى {ولا جنباً إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا} (النساء43). والطهارة لغةً تعني النظافة وإزالة القذارة عن البدن والثياب كما جاء في قوله تعالى: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} (المدثر4)، وقد جاء في طهارة المكان قوله تعالى: {وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيل أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} (البقرة 125)، وأمّا شرعاً فمعناها رفع الحدث الأكبر الناتج عن الممارسة الجنسية أي الجماع أو العادة السرية، {وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا} (المائدة 6). والغسل مطلوب عند انقضاء الطمث (الدورة الشهرية) عند النساء قال الله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ} (البقرة 222)

والطهارة مطلوبة من الحدث الأصغر أي خروج الغائط (التبرز)، أو التبوّل،  عند إرادة الصلاة، ويكون ذلك بالوضوء. وحكم الطهارة في الإسلام واجب على كلّ مسلم بالغ، عاقل، راشد، وهي شرط من شروط صحّة الصلاة، وفطرة الله التي خلق الإنسان عليها.

 

وخطواته معروفة من حيث البدء بالنيّة ثم بغسل اليدين أولا ثم تنفيذ خطوات الوضوء كاملة ومن ثم تعميم الماء الطّاهر على الجسم كلِّه ابتداء من فروة الرأس ونزولا على الجانب الأيمن أولا ثم الجانب الأيسر من البدن كله مع التدليك، أي تدليك فروة الشعر وكلِّ أجزاء الجسم عند صبِّ الماء عليها. وكما نلاحظ أن هذا التدليك النّشط يتمشّى مع مسارات الطاقة الطوليَّة التي تعرّفنا عليها في الأعلى. ولقد ثبت علميا أنَّ التَّدليك المُتمشّي مع اتجاه المسارات يفتحها ويوسّعها ويجعل الطاقة تتدفق بسرعة وبكثرة إلى جميع أنحاء الجسم، ممّا يساعد على ترجيع النشاط والحيويَّة للجسم والعضلات والأعضاء. والغريب أن طريقة الغسل تتفق بالفعل مع هذه المسارات علما بأنها (المسارات) لم تكن معروفة عند نزول التَّشريع بالغسل. فسبحان الله الذي لا يريد لنا إلّا الخير والبركة. {مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (المائدة6).

6_الوضوء:

أ) كيفيّة الوضوء الصّحيح :

قال الله عزَّ وجلَّ: {(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (المائدة 6)

فالوضوء بأركانه ومندوباته يتكوَّن بالخطوات الآتية:

_النيَّة

_غسل اليدين إلى الرسغين ثلاثا، مع التدليك وخاصَّة راحة اليد وما بين الأصابع.

_المضمضة ثلاثا مع تدليك اللثة والأسنان بالسبابة أو الإبهام.

_الاستنثار ثلاثا، أي استنشاق القليل من الماء من راحة اليد ثم إخراجه بشيء من الزفير القوى.

_غسل الوجه ثلاثا، وحدوده من منبت الشعر إلى نهاية اللحية طولا، وما بين الأذنين عرضا، وتدليك الانخفاضات وتضاريس الوجه بالكامل وتوصيل الماء بالأصابع إليها جميعا وتدليكها.

_غسل الساعدين إلى المرفقين ثلاثا مع التدليك والبدء باليمين ثم الشمال.

_تجديد الماء ومسح الرأس مع محاولة تدليك ولو الجزء اليسير من فروة الرأس.

_تجديد الماء ونثره ثم مسح الأذنين ووضع السبَّابة في مجرى السمع، والإبهام يلف مع الصوان نزولا وصعودا وتدليك تضاريس الأذن داخل الصوان.

_وأخيرا المسح على الرجلين إلى الكعبين.

والآن عند التَّفكُّر في هذه الخطوات من وجهة نظر ً صحية، وكذلك عند رؤيتها بمنظور علم المنعكسات نجد أنَّ بها فوائد جمة تعود على صاحبها.

ب) الفوائد الصِّحِّيّة للوضوء.[3]

(1) تنشيط الدورة الدموية:

تساعد المياه التي تراق على اليدين والوجه أثناء القيام بالوضوء بما يقارب الخمس مرات في اليوم والليلة على انقباض وانبساط العروق الشَّعريَّة في الطبقة السَّطحيَّة من الجلد، و يساهم هذا الانقباض والانبساط في زيادة حركة القلب كما أنَّه يقوِّي حركات التَّنفُّس و يؤدِّي بذلك إلى تنشُّط الدَّورة الدَّمويَّة بشكلٍ عام و تتجدَّد حيويَّة الجسم ، فتتنبه بذلك الأعصاب الرئوية والقلبية والمعوية وجميع الغدد والأعضاء في الجسم.

(2) وقاية الفم وتطهيره:

من فوائد المضمضة أنها تطرد ما علق بالفم والأسنان من فضلات الطعام المتبقيَّة والمتجمِّعة التي لو تركت دون إزالة أو تنظيف ستؤدي إلى ظهور رائحة كريهة في الفم نتيجة تحوّل المواد الغذائية المتبقيَّة من فضلات الطعام، كما أنَّ هذه البقايا التي تعلق تؤدي إلى أمراض الفم كتورم اللثة والتهاب اللسان وتسوس الأسنان.

(3) الوقاية من أمراض الجهاز التّنفُّسي:

عندما يستنشق الإنسان القليلَ من الماء ثم يستنثره بِقُوَّة أثناء الوضوء فإنه يُطَهِّر (يُخلِّص) بذلك مجاري الأنف من معظم أنواع الجراثيم (مثلا: المُكَوِّرات العُنْقُودية والسِّبْحِيّة) التي تتجمع في المدخل وتَعْلُق بالشُّعيرات بجوانبه، كما أن ذلك يدفع الإفرازات والعوالق إلى الخارج. إضافة لذلك فإن استعمال الماء البارد أثناء الوضوء يعد سبباً للوقاية من الزكام، وبذلك يتبين أنَّ الوضوء يساهم في وقاية الجهاز التَّنفُّسي بشكل عام.

(4) الوقاية من الأمراض المُعْدِية :

إن غسل اليدين أثناء الوضوء يقضي على العديد من الجراثيم التي تسبب بعض الأمراض مثل الالتهاب المعوي والكوليرا والحمَّى التيفوئيدية وتسمم الطعام الجرثومي.

(5) الوقاية من الأمراض الجلدية :

إن العناية بالجلد والوقاية من الأمراض التي تصيبه ترتكز في الدرجة الأولى على النَّظافة وغسل الجسم، وخاصة في الأجزاء التي تكون مكشوفة منه، كما أن الغسل المستمر يعدُّ ضرورياً لتفتح مسام الغدد العرقية، وهنا تكمن حكمة من حكم الوضوء ، فهو يحول دون وصول الجراثيم إلى داخل الجسم ويحفظ وظائف الجلد ويمنع وصول الأمراض إليها.

(6) وقاية العيون من الرمد:

يقي الوضوء العيون من إصابتها بالرَّمد عند غسلها بالماء النَّظيف عدَّة مرات في اليوم.

(7) راحة للجسم:

إن مسح القدمين أثناء الوضوء يساعد على الشعور بالراحة والسكينة، وذلك لأنَّ القدم تحتوي على منعكسات تؤثر على الجسم كله.

ج) : الوضوء وعلم المنعكسات:

لقد سبق وذكرنا أن هناك نقاطاً مُتعدِّدة في الجسم يتم الضغط عليها لتحرير الطاقة الحيوية الكامنة وتسهيل تدفُّقِها عن طريق المسارات المذكورة إلى سائر الأعضاء لإعادة النشاط الوظيفي الكامل لها، كما يوضحه علم المنعكسات.

فأين هذه النقاط التي يتم الضغط عليها في علم المنعكسات؟

نقاط الضغط:

لقد تم تحديد اليدين وفروة الرأس والوجه والأذنين، كذلك القدمين كنقاط للضغط عليها. وفي هذه الأماكن من جسم الإنسان تجتمع نقاط الاستقبال لجميع أعضاء الجسم الخارجية والداخلية ، بحيث عند الضغط عليها نحرر الطاقة الحيوية بداخل الجسم وبه نحفز أعضاء البدن المرتبطة للعمل بطريقة طبيعيّة ونخفِّف أيضا الآلام الموجودة بها، وننْشر الرّاحة والاسترخاء وبذلك يتم التخلّص من التوتُّرات والاحتقانات العصبيَّة.

1) اليدين:

نقاط الضغط في راحتي اليدين والأعضاء المُخَاطَبَة

2) الرأس والوجه:

ويُبيِّن الرَّسم الآتي أعضاء الجسم المختلفة المرتبطة بمناطق إنعكاسية بالرَّأس والوجه، بحيث تتحرَّر الطّاقة من نقطة التدليك إلى العضو المرتبط بها.

وهي لا تحتاج إلى شروح مفصَّلة، فمواقع النِّقاط واضحة، وقد تمَّ إضافة اسم العضو المرتبط بكلِّ نقطة .

 

فعند تدليك فروة الرأس والوجه يتمُّ تدليك النِّقاط المسؤولة عن تحرير الطاقة الكامنة إلى معظم الأعضاء دون شعورنا بذلك. ولهذا نشعر بعد الغُسل بنشاط عام في جميع الجسم.

3) الأذن:

بحسب علم المنعكسات فإن الأذن تعتبر مُجَمَّعا لنِقاط الضّغط الانعكاسي لجميع أعضاء الجسم أيضا. وفي الصورة الآتية توضيح لذلك:

خريطة النقاط الانعكاسية بالأُذن

ولذلك نرى أنّه يُمكننا مِن خِلال مَسْح الأُذنين أن نُمارس تدليك جميع نِقاط الطَّاقة بهما، حيث نضع عادة السّبّابة بدايةً في مدخل القناة السمعية والإبهام فوق الصوان ثم نمرر هذين الإصبعين بعد بلِّهما على جميع التَّعرُّجات والارتفاعات والمنخفضات بالأذنين وبذلك نكون قد قمنا بتدليل جميع نِّقاط الضغط المُبَيَّنة في الرسم العُلوي. ونحن نشعر بِالفعل عندها بالرّاحة والنّشاط ونرى أن الشّهيق في عمليّة التّنفس قد أصبح عميقا وأنَّنا عملنا بطريقة لا شعورية على رفع صدورنا وتوسيع القفص الصدري لاستيعاب أكبر كمية من الأوكسجين وبذلك تتحسين عملية الأكسجة وتنشط الدورة الدموية.

4 ) القدم:

المخططان الآتيان يبينان مواقع الأعضاء المختلفة على باطن وظهر كلّ واحد من القدمين.

 

خريطة النقاط الانعكاسية على باطن القدم مع توضيح الأعضاء المُخاطَبة

خريطة (مبسطة) للنقاط الانعكاسية على ظهر القدم مع توضيح الأعضاء المُخاطَبة

كما سبق القول سيتسبب تدليك هذه النقاط بالأصابع ومع وجود الماء بتنشيط الأعضاء المُخَاطَبَة بِسبب تحرير الطّاقة الكامنة وانطلاقها إليها، وسيشعر المُتَوضِّئْ بالّنشاط العام الذى سيجتاح جميع بدنه وسيتم تنشيط التَّنفُّس والدورة الدمويَّة وسيتمتع الإنسان بالمردود الصِّحِّي لكلِّ هذه الأنشطة المختلفة في وظائف الأعضاء.

وختاما:

نلاحظ أنَّ الغُسْل الشَّرعي به تنشيط المسارات الرئيسيّة بالجسم كلِّه، بينما الوضوء هو عملية يتكرّر فيها تحفيز نقاط المنعكسات لجهاز الطاقة الحيوية الكامنة لجميع الأعضاء. فالنِّقاط جميعها والمذكورة آنفا بالتفصيل تُخاطِب نفس الأعضاء، وعند التِّكرار نزيد من كميَّة انطلاق الطّاقة من مفاتحها المختلفة إلى الأعضاء المختلفة مِمَّا يزيد الإحساس بالرَّاحة والنَّشاط والحيويّة وكذلك بالرّاحة النفسية والعقلية.

والله أعلم وأدرى .. وسبحان الّذى علَّمنا ما لم نكن نعلم ..

وقف السليمانية/ مركز بحوث الدين والفطرة

الموقع: حبل الله www.hablullah.com

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] يمكن الاطلاع على مقالة (الصلاة بالمنظور الفيزيولوجي) من خلال الرابط التالي http://www.hablullah.com/?p=2813

[2] الدوران الفلكي يعني أنَّه بيضوى وليس دائريَّ المسار {كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} (الأنبياء 33)

[3] منقول بتصرف من https://mawdoo3.com

أضف تعليقا

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.