حبل الله
الاحتفال بالمولد النبوي

الاحتفال بالمولد النبوي

السؤال: هل يجوز الاحتفال بذكرى مولد النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وهل هو بدعة أم لا؟

الجواب: القرآن الكريم هو مرشد المسلم في معرفة أمور دينه، لذا ينبغي الاحتكام إليه في كلِّ مسألةٍ من مسائل الدِّين:

{وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ. أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} (المائدة، 49-50)

لا يوجد في القرآن ما يدلُّ على صحة الاحتفال بالمولد النَّبوي، ولا يوجد في سنَّة النَّبيِّ ما يدلُّ عليه أيضا، ولم يحتفلْ به الصحابةُ ولا التَّابعون ولا تابعوهم.

كان الفاطميُّون أوَّلَ من احتفل به في مصر، وقد عُرف عنهم الابتداع في الدِّين وبعدُهم عن أصوله، وقد كان ذلك تقليدا لاحتفال النَّصارى بمولد المسيح عليه السلام.

يجادلُ البعضُ بالقول إنَّ الاحتفال بالمولد النَّبويِّ هو من العاداتِ لا من العبادات، والابتداع في العادات لا إشكال فيه.

وهذا توجيهٌ غيرُ دقيق؛ لأنَّ الاحتفال بالمولد النَّبويِّ فيه معنى العبادة وإن لم يكن عبادةً في صورته، وهو يشبه الأعياد، ومعلومٌ أنَّ الأعياد في الإسلام مقتصرةٌ على ما شُرع للأمة بكتاب ربِّها، وهما عيدان؛ الفطرُ والأضحى.

وهناك من يقول إنَّ الاحتفال بمولد النَّبيِّ هو تعبيرٌ عن محبَّتنا له وتقديرٌ منا لجهده في تبليغ الرِّسالة.

وهذا مردودٌ أيضا لأنَّ محبَّة النَّبيِّ تظهر في اتِّباع منهجه والتَّمسُّك بالكتاب الذي أُرسل به، يقول الله تعالى مخاطبا نبيَّه:

{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ. قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} (آل عمران، 32)

واتِّباعُ النَّبي يكمن في اتِّباع القرآن والعمل بمقتضاه لأنَّه _عليه الصلاة والسلام_ مأمورٌ باتِّباعه أصلا، فقد أمره ربُّه بذلك بقوله سبحانه:

{اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} (الأنعام، 106)

ثمَّ أمرَه أن يُخبر النَّاسَ بهذه الحقيقة؛ حتى لا يبقى للنَّاس على الله حُجَّة:

{وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قَالُوا لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ. وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (الأعراف، 203_204).

التعليقات

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.