حبل الله
المطلوب ستره من الجسم

المطلوب ستره من الجسم

المطلوب ستره من الجسم

أمر الله تعالى الرِّجال والنِّساء بحفظ فروجهم، وزاد للنِّساء ضرورة ضرب الخمر على الجيوب وعدم إبداء الزِّينة لغير المحارم بقوله تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ. وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} (النور، 31)

الفروج جمع فرج، والفرج: الخلل بين الشيئين[1]. والفَرْجُ: العَوْرَةُ، فَهُوَ اسْم لجَمِيع سَوْآتِ الرَّجال والنِّسَاءِ والفِتْيَانِ وَمَا حَوالَيْهَا، كُلُّه فَرْجٌ، وكذلك من الدَّوابِّ ونحوِها. وَفِي (اللِّسَان) : الفَرْجُ: مَا بَين اليَدَيْنِ والرِّجْلَيْن[2]

وقد جاءت كلمة الفروج بالجمع بقوله تعالى {وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ} وأقل الجمع بالعربية ثلاثة، والآية تشير إلى وجوب حفظ الفروج، وسترها لازم لحفظها، كما أشار إليه قوله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا} (الأعراف، 26)

وقد ورد في الآية أمر زائد للنِّساء بضرب الخمر على الجيوب.

والخمار للمَرْأَة: النَّصِيفُ، وقِيل: كُل مَا سَتَرَ شَيْئاً فَهو خِمَارُه، وَمِنْه خِمَارُ المَرْأَةِ تُغَطِّي بِهِ رَأْسَها، وجمعه أَخْمِرَةٌ وخُمْرٌ، بضمّ فَسُكُون،  وقد ورد في الحديث «أَنَّ النبي كَانَ يَمْسَح عَلَى الخُفّ والخِمَار» أَرَادَ بِهِ الْعِمَامَةَ، لِأَنَّ الرَّجُلَ يُغَطّي بهِا رأسَه، كَمَا أَنَّ الْمَرْأَةَ تغطِّيه بِخِمَارِهَا[3]

والجيب للقَمِيص: طَوْقُه، وجِبْتُ القَمِيصَ بِالْكَسْرِ أَجِيبُه: قَوَّرْتُ جَيْبَه، وجَيَّبْتُه: جَعَلْتُ لَهُ جَيْباً، وَفِي حديثِ عليّ رَضِي الله عَنهُ (أَخَذْتُ إِهاباً مَعْطُوناً فَجَوَّبْتُ وَسَطَهُ وأَدْخَلْتُه فِي عُنُقي). يقال هُوَ نَاصِحُ الجَيْبِ أَيِ القَلْبِ والصَّدْرِ يَعْنِي أَمِينَهُمَا[4]. فالجيوب المذكور في الآية هو ما حول العنق وأعلى الصدر، أي ما يظهر من تلك المنطقة عند لبس القميص الخالي عن القبَّة، والقبَّة قطعة القماش المُقوَّاة التي في أعلى القميص، تُنسج لتجميل مظهره ولتغطية الرَّقبة وأعلى الصَّدر. ولم تكن تُنسج في القِدم لذا كان أعلى الصدر والعنق مكشوفا لا يُستر إلا بخمار الرأس.

وستر الفروج هو أحد معاني حفظها، وهو مطلوب من الرجال والنساء على السواء، وقد زاد للنساء ضرب الخمر على الجيوب كما ذكرنا، أي إسدال غطاء الرأس على ما حول العنق والصدر، ومقصود الآية تغطيتهما. فإن كان القميص ساترا للصَّدر والجيب فحينئذ يفكي أن يغطيَ الخمارُ الرأسَ دون ضرورة إسداله فوق القميص.

لمزيد من المعلومات المتعلقة بعلاقة اللباس بالفطرة ننصح بقراءة مقالة جمال نجم (اللباس والفطرة) على الرابط التالي http://www.hablullah.com/?p=3003

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1]  المحكم والمحيط الأعظم المؤلف، مادة ف ر ج

[2]  تاج العروس، الزبيدي، مادة فرج.

[3]  النهاية في غريب الحديث والأثر ، الجزري ابن الأثير، المكتبة العلمية – بيروت، 1399هـ – 1979م  مادة خمر، 2/78

[4]  تاج العروس، الزبيدي، مادة جيب وجوب، القاموس المحيط، الفيروزآبادى، 1/70

 

أضف تعليقا

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.