حبل الله
النية للصيام وقطعها أثناء النهار

النية للصيام وقطعها أثناء النهار

السؤال:كيف تكون النية في الصيام، ومتى ينوي المسلم؟ وما الحكم لو نوى الصائم الفطر أثناء النهار ولكنه تراجع ولم يفطر؟

الجواب: لا تُقبل العبادات بدون النية، سواء أكانت العبادة صلاةً أو صياماً أو حجاً أو غيرها، لقوله تعالى {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} (البينة، 5) والاخلاص لا يتحقق دون أن يُسبق بالنية، ولأن النية هي الفيصل بين ما كان مقصودا لوجه الله تعالى وبين ما كان مقصودا به غيره أو جرى على سبيل العادة.

ولذلك جزم النبي صلى الله عليه وسلم بأن قبول الأعمال عند الله تعالى لا تتم بغير النية بقوله: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئٍ ما نوى)[1]

والمقصود بنية الصيام العزمُ عليه، وليس المراد أن يتلفظ بالنية، لأن النية من عمل القلب وليست من عمل اللسان، فينوي المسلم لصيام الشهر، كما ينوي الصيام لكل يوم، وما استعداده للصوم وتناوله للسحور إلا نيَّةٌ.

وأما مسألة لو كان صائما في نهار رمضان ثم نوى قطع الصيام لكنه لم يفعل ما يوجب فطره، فإنه لا يُعَدُّ مفطرا، ويواصل صومه، لأنه لم يفعل ما يوجب الفطر، ولأن النية المجردة عن الفعل غير معتبرة، كمن نوى الصلاة لكنه لم يصل فلا قيمة لنيته، أما إن نوى الصلاة فصلى فنيته معتبرة، فالأصل في اعتبار النية شفعُها بالعمل، فإن لم تُشفع بالعمل فلا اعتبار لها.



[1]  أخرجه البخاري (1) و (54) و (2529) و (3898) و (5070) و (6689) و (6953)، ومسلم (1907)، وابن ماجه (4227)، والترمذي (1742)، والنسائي في “الكبرى” (78) و (4717) و (5601) وأبو داود (2201)

أضف تعليقا

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.