حبل الله
ترك الزواج والانقطاع للعبادة

ترك الزواج والانقطاع للعبادة

السؤال: هل يجوز للمسلم ذكرا كان أو أنثى ترك الزواج والانقطاع للعبادة؟

الجواب: ليس من ضرورات العبادة ترك الزواج، لأن العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله من الأعمال والأقوال المقرونة بالنية الخالصة له سبحانه، والزواج واحد من هذه الأعمال؛ وهو حاجة فطرية وضرورة إنسانية لأنه مظنة دوام الجنس البشري، قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (النساء، 1)

وقال الله تعالى أيضا مرغبا به: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} (النور، الآية 32).

وبناء على الآيات السابقة كان النبي صلى الله عليه وسلم يحض على الزاوج، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء»[1]

وقد تزوج الأنبياء عليهم السلام، وهم أعبد الناس وأزهدهم. وقد تفاخر رجل بأنه يعتزل النساء ولا يتزوج انقطاعا للعبادة فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ولكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء، ثم قال: «فمن رغب عن سنتي فليس مني»[2].



[1]  صحيح البخاري الصوم (1905) ، صحيح مسلم النكاح (1400) ، سنن الترمذي النكاح (1081) ، سنن النسائي الصيام (2239) ، سنن أبو داود النكاح (2046) ، سنن ابن ماجه النكاح (1845) ، مسند أحمد بن حنبل (1/424) ، سنن الدارمي النكاح (2166)

[2]  صحيح البخاري النكاح (5063) ، صحيح مسلم النكاح (1401) ، سنن النسائي النكاح (3217) ، مسند أحمد بن حنبل (3/285)

أضف تعليقا

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.