حبل الله
علة تحريم الزنا كونه فاحشة

علة تحريم الزنا كونه فاحشة

السؤال: نصَّ القرآن على تحريم الزنا، وقد ذكر بعض العلماء أن علة التحريم هي اختلاط الانساب، وسمعت من يقول أن موانع الحمل أصبحت مشهورة وآمنة ويمكن حدوث الزنا مع أمن الحمل، فهل يفهم منه إباحته.

الجواب: حرَّم الله تعالى الزنا لأنه فاحشة كما قال سبحانه {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} (الاسراء، 32)  والفاحشة: القبيح من القول والفعل، حيث يجتهد الشيطان بالأمر به كما قال سبحانه {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ} (البقرة، 268)

فعلة التحريم كما يظهر من النص أنه فاحشة وسبيل سيء، وهذه الصفة تلازمه سواء مع احتمال اختلاط الانساب أو عدم احتمال ذلك، وما ذكره بعض العلماء من كون العلة احتمال اختلاط الانساب يصلح بيانا لواحد من حِكم التحريم وليس علة للحكم.

والأصل أنه عندما يحرُّم الله تعالى فعلا تحريما شاملا على التأبيد أن لا يُنظر في علة الحكم، لأن علة التحريم الأصلية في المحرمات هي نهي الله تعالى عن الفعل، والمؤمن الحق هو الذي ينتهي عما نهى الله تعالى عنه ويأتي ما أمر به، وهذا معنى كون المرء مسلما، أي مستسلما لأمر الله تعالى ونهيه.

قال الله تعالى {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} (الأحزاب، 36)

أضف تعليقا

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.