حبل الله
لا يقبل التعذر بعدم وجود الدليل على وحدانية الله تعالى ووجوده

لا يقبل التعذر بعدم وجود الدليل على وحدانية الله تعالى ووجوده

السؤال: ما حكم من خرج من اﻹسلام ولم يدخل دينا آخر أي أنه لم يجد دليلا على وجود الله ( الملحد )

الجواب: ليس لانسان عذر بأن يقول أني لم أجد الدليل على وجود الله ووحدانيته، لأن ذلك من صميم فطرة الانسان، فبفطرته يعرف وجود الله ووحدانيته، ويقوده إلى ذلك ما يراه من آيات الله تعالى في نفسه وفي الآفاق من حوله، وفي آيات الله المنزلة على أنبيائه.

يبدأ الإنسان منذ طفولته بقراءة آيات الله تعالى؛ تلك الآيات المسطورة في صفحة هذا الكون الممتد الفسيح .. في السماء والأرض والجبال والشجر والدواب وفي نفسه.. كما قال الله تعالى: «سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ » (فصلت، 41 / 53).

والآيات التي يقرؤها الإنسان في الآفاق والأنفس تخبره بوجود خالق يتصف بالوحدانية؛ نظرا لذلك الإنسجام العجيب والتناسق التام الذي يحكم حركة هذا الكون، والذي لا يمكن لآلهة متعددة مختلفة الإرادات أن يصدر عنها هذا النظام المحكم البديع، لذا يبدأ الإنسان منذ طفولته يبحث عن الله تعالى ويوجه لمن حوله أسئلة كثيرة، وبعد أن يشاهد الأدلة والبراهين، يتبين له وجود الله ووحدانيته.  كأن الله سبحانه وتعالى يسأله «ألست بربكم» فيجيب الإنسان بكل ثبات وقرار «بلى أنت ربي وأنا أشهد على ذلك». وهذا الموقف يتكرر في كل لحظة من لحظات الحياة. فكلما يرى الإنسان آيات الله في الآفاق والأنفس يزداد إيمانا وتصديقا بالله. وعلى ذلك يمكننا القول بأن كل إنسان يؤمن بوجود الله ووحدانيته وبأنه خالق كل شيء.

والملاحدة هم الذين يُقال عنهم بأنهم لا يعترفون بإله خالق. والمنكر لخالقه كالمنكر لأبيه ، فكلاهما لا تقبل دعواه في الانكار لأن الحقيقة تكذبه. والدافع لانكار وجود الله عدم الرغبة في التزام أوامره، فالمنكر لا يريد أن يتدخل ذلك الإله الخالق في شؤون حياته. وهو بهذا يؤَلّه نفسه ويشرع لنفسه شرعا يوافق هواه.

أضف تعليقا

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.